
بنجرير.. جامعة محمد السادس متعددة التخصصات تحتضن لقاء لاستشراف مستقبل الابتكار الصناعي

احتضنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير، الثلاثاء 29 أبريل، فعاليات النسخة الأولى من التظاهرة التكنولوجية الهامة “OCP Innovate x Day”.
ونظم هذا الحدث المشترك مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) بالتعاون مع الجامعة، وبدعم من منصة “Manufacturix”، ليكون منصة بارزة لتبادل الخبرات واستكشاف فرص الابتكار في المجال الصناعي.
شهد الحدث حضوراً مكثفاً، حيث استقطب ما يزيد عن 500 مشارك، ضموا نخبة من خبراء الصناعة، وممثلي شركات ناشئة واعدة، وباحثين متخصصين قادمين من أكثر من 25 دولة.
ويعكس هذا التجمع الاهتمام المتزايد بضرورة إيجاد حلول رقمية وتقنية مبتكرة لمواجهة التحديات المتسارعة التي يفرضها مسار التحول الصناعي العالمي.
تميزت فعاليات هذه الدورة بنقاشات معمقة تناولت فرص الابتكار الهائلة التي يتيحها التحول الرقمي، مع التركيز بشكل خاص على سبل تعزيز الإنتاج المستدام وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في تطوير الصناعة.
كما شكل الحدث مناسبة للتشديد على أهمية تشجيع روح المبادرة لدى الشباب وتعزيز دور الشركات الناشئة كفاعل محوري وأساسي في بناء الاقتصاد الصناعي الجديد، حيث رفعت التظاهرة شعاراً محفزاً وهو “كن محفزاً للابتكار”.
وفي الكلمة الافتتاحية، قدم الخبير الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار، جيمس تايلور، عرضاً قيّماً تمحور حول العلاقة الجدلية بين الابتكار والتقنيات الذكية.
وأكد تايلور على أن تحقيق التميز الصناعي في المرحلة القادمة رهين بالاستثمار الأمثل في هذه الأدوات الحديثة، لما لها من قدرة على دعم الإبداع وتطوير نماذج عمل تتميز بالمرونة والقابلية للتطور السريع لمواكبة المتغيرات.
وشدد أيضاً على أن المهارات الإبداعية أصبحت من بين أكثر الكفاءات طلباً في سوق الشغل الحالي والمستقبلي، إلى جانب القدرة على التعاون والتفاعل الإيجابي مع المعطيات والتحديات الجديدة. ودعا في هذا الصدد إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتوسيع نطاق فرص الابتكار وفتح آفاق جديدة، وليس كبديل يستغني عن العنصر البشري ودوره المحوري.
من جهته، أوضح عبد النور جبيلي، المدير التنفيذي لـ “OCP Maintenance Solutions” والمشرف على منصة “Manufacturix”، أن تنظيم هذا الحدث شكل محطة أساسية لتبادل الخبرات وتعزيز التقارب بين مختلف الفاعلين في المنظومة الصناعية. وأكد جبيلي أن “الحلم المغربي” في مجال الابتكار لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح واقعاً ملموساً يتجسد بفضل الكفاءات الشابة والطموحة التي يزخر بها المغرب. وأشار إلى أن هذه المبادرة مرشحة للتطور والنمو مستقبلاً لتصبح فضاءً دائماً لدعم المقاولات الناشئة وربطها بمنظومات إنتاج متقدمة على الصعيدين الوطني والدولي، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل أساسي في مجال الابتكار الصناعي.
من منظور المقاولة الشابة، شاركت أميمة تيبي برؤيتها، حيث لفتت الانتباه إلى الأهمية البالغة لتقبل الفشل كجزء طبيعي وضروري في مسار أي مقاول يسعى لبناء مشروعه.
وشددت تيبي على أن بناء المشاريع الناجحة يتطلب بالضرورة الانفتاح على الآخرين والتشبيك الفعال والتعاون المستمر. ونصحت بضرورة استلهام الأفكار الناجحة من التجارب الدولية والعمل على ملاءمتها وتكييفها مع السياق المغربي لضمان نجاحها واستدامتها محلياً.
واعتبرت تيبي أن اختيار الشريك المناسب يلعب دوراً محورياً في ضمان انطلاقة سليمة وقوية للمشاريع الجديدة، داعية الشباب المقبل على تأسيس شركاته الناشئة إلى التفكير بشكل استراتيجي منذ المراحل الأولى للتأسيس والتخطيط للمستقبل.
اختتم الحدث بالتأكيد على أهمية مواصلة الجهود لتعزيز الابتكار ودعم المنظومة الصناعية في المغرب، من خلال تضافر جهود مختلف الفاعلين، وتوفير البيئة المناسبة لتشجيع البحث والتطوير وريادة الأعمال في القطاعات الصناعية الحيوية.
