
الدكتور الفرفار يكتب: القلوش والماستر والكنز الخفي !

د. العياشي الفرفار استاذ علم الاجتماع
كبرنا، وكبرت معنا الكثير من حكايات الباحثين عن الكنوز. حكايات ملفوفة بالغموض والاثارة في عالم غرائبي تختلط فيه الحدود بين عوالم الإنس والجن، عالم ليلي محروس بالسرية حيث تتمازج: الشعوذة، الحلم، البخور، القران، الخوف، وصفة بمثابة طقوس نحو الثراء، وان كان الامر الاقرب الى اضطرابات متلازمة الميتومونيا (الحلم بالحصول على المال بشكل فجائي).
طقوس العبور الى الكنز (القلوش) صعبة ومعقدة، يجب ان تنجز بالكثير من الدقة، أي خطأ ستكون تكلفته تقيلة، مرة سمعت شخصا كان مكلفا بالحفر تصرف بحماقة مع الجني حارس الكنز، لم يعرف كيف وجد نفسه في منطقة ايت اعتاب مرميا بعيدا عن منطقة الحفر لاكثر من مئة كيلومتر! سمعت حكاية الشخص المعني يحكي عن تجربته!
حكايات كثيرة عن القلوش والذهب والثروة لدرجة اننا كنا ضحية “القلوش” على مستوى بناء جهازنا الادراكي والتحليلي.
كنا نسمع تفسيرا وحيدا لتغير الوضعية الاقتصادية والمالية لعائلة او لشخص ما: ان السبب هو استخراج القلوش!
كما كانت الاضطرابات العقلية نتيجة القلوش بسبب صراع مع الجني او بسبب نزاع حول القلوش.
سمعت الكثير من الحكايات عن ضحايا القلوش، اغربها ان شخصا وجد قلوشا بمساعدة “الفقها ديال سوس” وسوست له نفسه وقرر غذر شركائه اخرج بندقية الصيد واطلق تهديدا.
تقول القصة ان الانتقام كان قاسيا بتسليط جني عليه كل مساء ما بين العصر والمغرب يمارس عليه الجنس وبطريقة سادية حسب ما كنا نسمع!
اليوم حين كبرت ودخلت الجامعة استاذا، وجدت ان هذه الحكايات ما زالت تتكرر، وان مسلسل البحث عن الذهب والثروة مازال مستمرا وانها حكايات قد لاتنتهي مادام الردع غائبا.
الفرق بين قلوش قريتنا وقلوش الجامعة هو فرق في التكلفة وفي النتيجة والوسيلة، قلوش قريتنا كان لا ينتج اي ضرر على القرية، مادامت عمليات الحفر تتم ليلا باسثناء حفر بعض المزارات التي تحظى بالتوقير لدى الساكنة المحلية.
اما قلوش الجامعة فالأمر مرعب ومدمر ينسف سمعة جامعة ويبخس مجهودات الاطر الادارية والتربوية الجادة، حين جعل من الماستر سلعة تباع لمن يدفع وليس لمن يدرس!
لذا ساطالب بفتح تحقيق في كل الشهادات التي كان يدرس فيها الموقوف، لاسيما اولئك القادرين على الدفع امر ضروري لايقاف العبث.
