في إطار تخليد اليوم الوطني للتحسيس حول حرائق الغابات، أطلقت المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالصويرة، بتنسيق مع السلطات المحلية والوقاية المدنية ووزارة التربية الوطنية وعدد من الشركاء، برنامجًا توعويًا وتحسيسيًا شاملاً استهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية في عدة مناطق بالإقليم، شملت الصويرة، أوناغة، تمنار، الحنشان، وايت داوود.

يهدف هذا البرنامج الاستباقي إلى غرس الوعي البيئي لدى الأجيال الصاعدة، وتعزيز فهمهم العميق لأهمية الغابات ووظائفها المتعددة، سواء البيئية منها التي تساهم في التوازن الطبيعي، أو الاجتماعية والاقتصادية التي تدعم المجتمعات المحلية.

كما يركز البرنامج على ضرورة المحافظة على هذه الثروة الطبيعية من خطر حرائق الغابات، التي تتزايد حدتها وتواترها بشكل مقلق خلال فترات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وقد تضمنت المبادرة عروضًا توعوية مبسطة وموجهة خصيصًا للتلاميذ، تناولت أهمية الغابة في التوازن البيئي والاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز المخاطر المحدقة بها، وعلى رأسها حرائق الغابات المدمرة.

ولم يقتصر الأمر على الجانب النظري، بل تم أيضًا عرض آليات وتقنيات التدخل والإطفاء التي تستخدمها فرق الإغاثة، مما ساهم بشكل فعال في رفع مستوى وعي التلاميذ وتعزيز ثقافتهم البيئية، وجعلهم شركاء مستقبليين في حماية البيئة.

وفي سياق متصل، جرى توزيع منشورات تحسيسية مصممة بعناية من طرف الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية.

تضمنت هذه المنشورات معلومات مبسطة وواضحة حول الأسباب الرئيسية لنشوب حرائق الغابات، بالإضافة إلى سبل الوقاية منها، مع التأكيد على الدور المحوري والمشاركة المجتمعية الفاعلة في حماية البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية.

وعبرت المديرية الإقليمية للوكالة عن شكرها الجزيل لكافة المتدخلين والشركاء، وعلى رأسهم السلطات المحلية، على دعمهم المتواصل لهذه المبادرة السنوية التي أصبحت موعدًا ثابتًا ومهمًا لترسيخ قيم المواطنة البيئية لدى الناشئة.

ولن تتوقف هذه الجهود عند التلاميذ، بل سيستمر البرنامج في مراحل لاحقة ليشمل مستعملي الغابات، لا سيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، عبر تنظيم حملات مباشرة للتوعية والتواصل، تهدف إلى تعزيز سلوكيات الوقاية من الحرائق وحماية الغطاء النباتي.

كما تم إعداد برنامج خاص لفترة الصيف، يستهدف الأسواق والمناطق العامة، من أجل نشر ثقافة الوقاية من الحرائق، والتأكيد على خطورة السلوكيات غير المسؤولة التي قد تؤدي إلى كوارث بيئية يصعب احتواؤها، وتترك آثارًا مدمرة على المدى الطويل.