وحيد الكبوري – مراكش الآن

في خطوة تعكس جدية التعامل مع أحد أبرز التحديات التي تواجه ساكنة مراكش، وجه فريد شوراق، والي جهة مراكش آسفي، انتقاداً شديداً لواقع النقل الحضري بالمدينة.

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي انعقد بمقر الولاية صباح اليوم الأربعاء.

وبلغة واضحة ومباشرة، سجل الوالي رداءة خدمات حافلات النقل الحضري التي تؤمن التنقل اليومي داخل مدينة مراكش.

وأشار إلى “عدم احترام معايير الجودة والسلامة والانتظام”، مؤكداً أن هذه العناصر تُعد حيوية في أي خدمة عمومية تمسّ بشكل يومي حياة المواطنات والمواطنين.

هذا الانتقاد يأتي ليؤكد تفاعل السلطات الولائية مع الشكاوى المتزايدة من قبل المواطنين بخصوص تردي جودة النقل العام.

وفي سياق تقديم الحلول، كشف الوالي عن حزمة من الإجراءات العملية لتجاوز هذا الوضع المتدهور.

وتتصدر هذه الحلول خطة طموحة لاقتناء 306 حافلة جديدة بمواصفات حديثة، تراعي المعايير البيئية والتقنية المطلوبة في المدن العصرية.

وتهدف هذه الخطوة إلى استبدال الأسطول الحالي المتهالك الذي أصبح يشكل مصدر إزعاج للساكنة ومسيئًا لسمعة المدينة السياحية.

كما تضمنت خطة الوالي مقترحاً بوضع دفتر تحملات جديد، يضمن جودة الخدمة بشكل حاسم، ويرفع من مستوى التزامات الشركة المفوّض لها تدبير القطاع.

ولضمان فعالية أكبر، شدد الوالي على تعزيز آليات التتبع والتقييم، من خلال اعتماد مؤشرات موضوعية ودقيقة لمراقبة مدى احترام الحافلات للمواعيد المحددة وجودة الأداء العام للخدمة.

وتأتي هذه الخطوة الهامة في إطار مقاربة شمولية تهدف إلى إعادة الاعتبار لقطاع النقل الحضري بمراكش، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة التي يعبر عنها المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي، نتيجة تكرار الأعطاب والاكتظاظ وسوء تدبير بعض الخطوط. ويُذكر أن إصلاح قطاع النقل الحضري يُعدّ ركيزة أساسية في برنامج التنمية الحضرية لمدينة مراكش، خاصة مع الدينامية السياحية المتواصلة التي تعرفها المدينة، وحاجتها الماسة إلى منظومة نقل عمومي فعالة، آمنة، وموثوقة تواكب تطلعاتها التنموية.