
الدكتور توفيق عطيفي: الذكاء الاصطناعي “قدر حتمي” ومركز بدائل يسعى لترسيخ مكانته البحثية +فيديو

وحيد الكبوري – مراكش الآن
أكد الدكتور توفيق عطيفي، رئيس مركز بدائل للدراسات الإنسانية والأدبية والقانونية، في تصريح ل”مراكش الآن”، أن ندوة “الذكاء الاصطناعي في السياق المغربي: مقاربات متقاطعة” التي نظمها المركز صباح أمس السبت بمدينة شيشاوة، جاءت في سياق ثورة الذكاء الاصطناعي التي يشهدها العالم. وشدد عطيفي على أن الذكاء الاصطناعي “لن يتوقف عند الحد الذي وصل إليه الآن، بل إنه سيمتد مستقبلاً”.
وأوضح الدكتور عطيفي أن فكرة تنظيم هذه الندوة “جاءت في إطار تنزيل برنامج عمل مركز بدائل للدراسات الإنسانية والأدبية والقانونية”.
وأشار إلى أن المركز، الذي يضم “خيرة الكفاءات العلمية من تخصصات ومشارب فكرية متنوعة”، انخرط في الدينامية البحثية الوطنية.
وأضاف عطيفي أن المبادرة جاءت مواكبة للنقاش العمومي المتصاعد وطنياً ودولياً حول الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد “ترفاً فكرياً، بل تحول إلى قدر حتمي يفرض نفسه على الدول والمجتمعات والأفراد”.
وكشف الدكتور أن بلورة فكرة تنظيم الندوة تمت أيضاً من خلال مشاورات وتنسيق مع عدد من المراكز وفرق البحث التابعة لجهات شريكة، وفي مقدمتها جامعة القاضي عياض، ومركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، والأكاديمية المغربية للدراسات السياسية والدستورية، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وغيرها من الهيئات الفاعلة.
ونوه الدكتور عطيفي بالدعم النوعي الذي حظيت به المبادرة من طرف عامل صاحب الجلالة على إقليم شيشاوة، الأستاذ بوعبيد الكراب، إلى جانب دعم شركاء من القطاع الخاص وعلى رأسهم شركة “أسمنت المغرب”، وكذا وجهاء الإقليم من عالم المال والأعمال والسياسة، وأشار إلى أن هذا الدعم أضفى على الندوة طابعاً مؤسسياً جامعاً بين المعرفة والمجال.
وحول الأهداف المسطرة من طرف مركز بدائل للدراسات الإنسانية والأدبية على المستويين القريب والبعيد، صرح الدكتور توفيق أن “المجمع العلمي لمركز بدائل سطر أهدافاً استراتيجية على مستويين: قريب وبعيد المدى”، فعلى المدى القريب، يحرص المركز على تشبيك العلاقات العلمية والمؤسساتية مع الشركاء في مختلف الجامعات المغربية، وكذا مع المؤسسات الدستورية ذات الطابع الاستشاري والتشريعي، لا سيما البرلمان بغرفتيه. كما يعمل على الانفتاح على التجارب الناجحة داخل الوطن، من أجل تحقيق نوع من الالتقائية في الجهود المبذولة لمواكبة التحولات التكنولوجية والفكرية الراهنة.
أما على المدى البعيد، فإن طموح المركز هو أن يصبح “فضاءً بحثياً مرجعياً يقدم من موقع الخبرة والحياد العلمي خدمات معرفية واستشارية للمؤسسات العمومية، انطلاقاً من خلفية موضوعية إيجابية، تؤمن بقدرات المغرب الممكن والمشرق، والمبني على طاقاته الحية وكفاءاته الصاعدة”.
وأشار الدكتور عطيفي في تصريح صحفي، إلى أن انتقاء مركز بدائل للدراسات لموضوع الذكاء الاصطناعي كان موفقاً، وأنه سيكون بمثابة نسخة أولى لهذه السنة، على أن يتم إطلاق نسخة ثانية العام المقبل. وأضاف: “هناك إمكانية عمل مشتركة مع جامعة القاضي عياض بمراكش وباقي الجامعات المغربية الأخرى التي أبدت استعدادها لاحتضان تجربة مركز بدائل للدراسات الإنسانية والأدبية والقانونية”.
وتوجه الدكتور توفيق عطيفي في نهاية حديثه بالشكر والتقدير لبوعبيد الكراب، عامل إقليم شيشاوة، على دعمه المستمر للكفاءات العلمية وأصحاب المبادرات الخلاقة والإيجابية التي تؤمن أن المغرب بلد يسع للجميع، وأنه مغرب الممكن الذي يمكن أن تتظافر فيه جهود الإعلام والمجتمع المدني والقطاعات الحكومية لتحقيق الرؤية الاستراتيجية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
