
“عيد بلا لحم”.. المراكشيون يسخرون من نفاذ اللحوم الحمراء ويواجهون مفارقات العيد

تحولت قضية اختفاء اللحوم الحمراء من محلات الجزارة بمدينة مراكش إلى مادة دسمة للسخرية والتعليقات الساخرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك في سابقة غير معهودة تلت القرار الملكي بإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام.
ففي الوقت الذي كان يتوقع فيه المراكشيون، وغيرهم من المغاربة، أن يؤدي هذا القرار إلى وفرة في اللحوم وتراجع في الأسعار، فوجئوا بالعكس تمامًا: نقص حاد في العرض، وفي بعض الأحيان، ارتفاع في الأسعار.
مع اقتراب عيد الأضحى، اعتاد المراكشيون على صور “الكسابة” و”القطيع” تملأ الشوارع والأسواق، لكن هذا العام كان المشهد مختلفًا تمامًا.
الفضاءات التي كانت مخصصة لبيع الأضاحي بقيت فارغة، وتحولت الأنظار إلى محلات الجزارة التي سرعان ما خلت رفوفها من اللحوم.
وعبر المراكشيون عن استيائهم وسخريتهم في آن واحد من هذا الوضع عبر هاشتاغات وتعليقات طريفة، تصف “حُزن الكتف” و”حنين الشواء” الذي لم يتحقق.
فالعديد من الأسر كانت تعول على شراء اللحوم من الجزارة كبديل عن الأضحية، لتجد نفسها أمام أزمة غير متوقعة.
المفارقة الأكبر، حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تكمن في تحول الجزارين من وضعية كانت تتسم بالمنافسة الشديدة وربما الخسائر خلال موسم الأضحية، إلى وضعية “تحكم” في السوق، حيث ارتفع الطلب بشكل مفاجئ وغير متوقع على بضاعتهم الشحيحة.
البعض لم يخف فرحته بهذه “المفاجأة غير السارة” للمواطنين، واصفين العيد بأنه “لم يكن في الأحلام” بالنسبة لهم.
وعلى الرغم من أن مراكش وجهة سياحية كبرى، فإن شح اللحوم أثر على الأسر والمطاعم على حد سواء، مما يعكس غياب التخطيط المسبق لتداعيات قرار إلغاء الأضحية على السوق المحلي.
لم يقتصر الأمر على اللحوم الحمراء، فالملاحظات تشير إلى أن بعض محلات بيع الدواجن شهدت هي الأخرى فراغًا في لحومها البيضاء، مما يزيد من حجم المعضلة
هذه الفوضى في السوق فتحت الباب أمام مخاوف من استغلال الوضع، لا سيما مع تداول أنباء عن ممارسات غير قانونية في مناطق أخرى من المملكة تتعلق بعرض لحوم غير صالحة للاستهلاك.
