
إيلون ماسك يخسر 34 مليار دولار في يوم واحد بسبب صدام علني مع ترامب وأزمة أسهم تسلا

في ضربة موجعة لأحد أعمدة التكنولوجيا العالمية، خسر الملياردير إيلون ماسك ما يقارب 34 مليار دولار من ثروته الصافية خلال يوم واحد، إثر تراجع سهم “تسلا” بنسبة 14%، وسط تصاعد أزمة علنية وغير مسبوقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثارت مخاوف كبيرة بين المستثمرين وأسواق المال.
الأزمة اندلعت بعدما انسحب ماسك بشكل مفاجئ من منصبه كـ”موظف حكومي خاص”، في خطوة جاءت كرد فعل على تصريحات ترامب التي وصف فيها إحدى الفواتير الحكومية بـ”الجميلة والعظيمة”، ليرد عليها ماسك واصفاً المشروع بأنه “سخيف”.
ورغم أن الخلاف بدأ بحدة محدودة، إلا أن تبادل الاتهامات عبر منصات التواصل الاجتماعي بين الرجلين فجّر الموقف، ودفع بأسواق المال نحو مزيد من الارتباك وفقدان الثقة.
انهار سهم Tesla بنسبة 29.3% منذ بداية العام، لتهبط القيمة السوقية للشركة إلى 917 مليار دولار، بعدما كانت قد تجاوزت تريليوناً سابقاً، ما يعني خسارة تقدر بنحو 400 مليار دولار، في واحدة من أكبر الخسائر السوقية للشركات العملاقة عالمياً.
رغم هذا التراجع، ما زال ماسك يتصدر قائمة أغنى أغنياء العالم وفق مؤشر “بلومبرغ”، إلا أن هذه الخسارة تُعد ثاني أكبر خسارة فردية في تاريخه، بعد تلك التي تكبدها في نوفمبر 2021
في تصريحات مثيرة خلال مقابلاته مع وسائل الإعلام، قال ترامب إن ماسك “فقد صوابه”، وإنه طلب منه مغادرة منصبه في الإدارة الأمريكية، مهدداً بسحب العقود الفيدرالية من شركاته.
لكن ماسك لم يتأخر في الرد، إذ اتهم ترامب بأن دعمه السياسي كان حاسمًا في وصوله إلى الرئاسة، بل ولمّح إلى تورطه في فضائح “جيفري إبستين” الجنسية، وهو ما فجّر جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
بحسب مصادر من البيت الأبيض، لا تلوح في الأفق أي مؤشرات على تهدئة الخلاف بين الطرفين، خاصة في ظل تهديد ترامب بإلغاء العقود الحكومية المتعلقة بمشاريع تسلا البيئية، وهو ما يضع مستقبل الشركة على المحك، في وقت تسعى فيه لتوسيع مشاريعها في السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة.
ورغم هذه العاصفة، يحتفظ ماسك بقوة اقتصادية هائلة من خلال شركاته الأخرى: سبيس إكس، نيورالينك، وxAI، التي لا تزال تحظى بثقة المستثمرين وقيمة سوقية معتبرة.
لكن يبقى السؤال مطروحاً: هل تؤثر هذه الأزمة على العلاقة المستقبلية بين إيلون ماسك والحكومة الأمريكية؟ وهل تنعكس سلباً على استراتيجية Tesla في الأسواق العالمية؟
الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالكشف عن مدى قدرة ماسك على تجاوز هذه الخسارة السياسية والمالية، وعن ما إذا كانت “تسلا” قادرة على استعادة ثقة المستثمرين، في مواجهة رياح سياسية تهدد بإعادة رسم المشهد من جديد.
