وحيد الكبوري – مراكش الآن

في إطار مساعيها الحثيثة لتعزيز حضورها الدولي وتوسيع آفاق التعاون التنموي، قام وفد من جماعة مراكش بزيارة عمل مكثفة إلى جمهورية الصين الشعبية.

شملت هذه الزيارة، التي استهدفت مدينتي ننغبو وسوزهو، تفعيل اتفاقيات الشراكة والتوأمة القائمة، والبحث عن فرص جديدة لخدمة التنمية المستدامة للمدينة الحمراء.

ترأس الوفد المراكشي محمد الإدريسي، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي، وضم في عضويته النائب الثالث عزيز بوسعيد، وكاتب المجلس محمد آيت احسيسن، بالإضافة إلى المستشارين أمينة المغاري وخليل بولحسن، إلى جانب رئيسة قسم العلاقات الخارجية بالمجلس.

الزيارة، التي امتدت لعدة أيام، اتسمت ببرنامج حافل من اللقاءات الرسمية المكثفة مع كبار المسؤولين المحليين في المدن الصينية.

تميزت هذه اللقاءات بالتوصل إلى تفاهمات هامة تهدف إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل قطاعات حيوية ومتنوعة.

من أبرز هذه المجالات: الثقافة، حيث تم بحث سبل تبادل الخبرات في تنظيم الفعاليات الثقافية والحفاظ على التراث؛ تدبير الفضاءات الخضراء، بهدف الاستفادة من التجربة الصينية في التخطيط العمراني المستدام؛ والتنقل الحضري، للاطلاع على أحدث الحلول الذكية لمواجهة تحديات الازدحام.

كما شملت التفاهمات تشجيع الاستثمارات المتبادلة وتبادل الخبرات في تسيير الشأن المحلي، بما يعزز الحكامة الجيدة والفعالية الإدارية.

حظي الوفد المغربي بتقدير عميق من قبل المسؤولين الصينيين، الذين ثمنوا حرص مراكش على تعزيز هذه الشراكات. ولم يقتصر الاهتمام على اللقاءات الثنائية، فقد شارك الوفد أيضاً بصفة رسمية في أشغال الدورة العاشرة للمؤتمر الدولي MPF، وهي محطة دولية هامة تُعنى بتوطيد العلاقات بين المدن حول العالم. وقد كان لافتاً أن تحظى هذه الزيارة بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام الصينية، سواء المرئية أو المكتوبة، مما يؤكد على المكانة المتزايدة والاهتمام الذي باتت تحظى به مدينة مراكش في الساحة الدولية.

ويأتي هذا التحرك الدولي ليؤكد مرة أخرى على أن جماعة مراكش باتت تتبنى استراتيجية واضحة تعتمد على الانفتاح الخارجي كرافعة أساسية لتحقيق التنمية المحلية المستدامة.

فمن خلال عقد الشراكات الاستراتيجية وتبادل التجارب الناجحة، تسعى الجماعة إلى توظيف الإمكانات الدولية في خدمة تطلعات ساكنة المدينة، وتعزيز مكانة مراكش كمدينة عالمية رائدة في كافة المجالات.