ويركّز المنتدى هذه السنة على الهجرة كعامل مركزي في تشكيل المجتمعات وتحفيز التحولات الثقافية والاجتماعية، مسلطًا الضوء على الأبعاد المختلفة للحركية البشرية في ظل عالم يشهد تحولات ديمغرافية متسارعة، وصراعات جيوسياسية، وأزمات مناخية واقتصادية تدفع بالملايين إلى التنقل بحثًا عن الأمان والكرامة.

وتأتي هذه الدورة في سياق عالمي يتسم بتزايد أعداد المهاجرين، حيث تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود 281 مليون شخص يعيشون خارج بلدانهم الأصلية سنة 2020، مقابل 153 مليون فقط سنة 1990، وهو ما يعكس أن الهجرة أصبحت ظاهرة بنيوية لا يمكن إيقافها بمجرد القيود الحدودية أو السياسات الانغلاقية.

ويهدف المنتدى إلى فهم أعمق لتأثيرات هذه الحركية البشرية على التماسك المجتمعي والهويات الثقافية، من خلال مقاربات متعددة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والبيئية، بمشاركة نخبة من الباحثين، والفاعلين الحقوقيين، وصناع القرار، وممثلي منظمات دولية.

ويُرتقب أن تشهد فعاليات المنتدى نقاشات معمقة حول سبل تعزيز التعايش الثقافي والتفاهم المتبادل في مجتمعات الاستقبال، إلى جانب التفكير في سياسات إنسانية للهجرة تراعي الكرامة والحقوق الأساسية للأفراد.

وبذلك، يؤكد منتدى حقوق الإنسان بالصويرة مرة أخرى دوره كفضاء للتفكير المشترك والنقاش الحر حول كبرى قضايا العصر، في تقاطعها مع القيم الكونية لحقوق الإنسان.