تحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة ابن جرير، ابتداءً من صباح أمس الثلاثاء 24 يونيو الجاري، ورشة عمل مهمة حول الاقتصاد الدائري للمياه بالوسط الحضري.

تأتي هذه الورشة كخطوة رائدة لنقل التجربة الألمانية في تدبير المياه، وذلك بمشاركة واسعة من وزارتي الداخلية وإعداد التراب الوطني، وجماعة ابن جرير، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والمجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية بإفريقيا، بالإضافة إلى عدد من المتدخلين المحليين كالمؤسسات ووكالات الأحواض المائية.

يتدارس مسؤولون وخبراء على مدى يومين مشروع نقل التجربة الألمانية في تدبير الماء وفق التقنية المعروفة بالاقتصاد الدائري للمياه في المدن.

واستُهلّت الورشة بكلمة لرئيس المجلس الجماعي لابن جرير، عبد اللطيف وردي، الذي أكد حرص الجماعة على إدماج موضوع الماء وتدبيره في التخطيط الحضري وبرامج العمل، فضلاً عن التوعية والتحسيس بترشيد استعمال المياه من خلال تكييفها مع الموارد المتاحة، خاصة في ظل الإجهاد المائي الذي تعانيه المنطقة بسبب توالي مواسم الجفاف.

يركز المشاركون في الورشة على سبل الحد من هدر المياه في الوسط الحضري، وإعادة استخدام مصادر المياه المختلفة مثل مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، وإعادة التدوير، ودمج البعد المائي في التخطيط والتطوير الحضري والتصميم العمراني، بما يضمن استدامة الموارد المائية.

جاء اختيار مراكش وطنجة لإطلاق هذا المشروع في وقت سابق، نظراً لخصوصية كل مدينة؛ فالأولى تعاني من ندرة التساقطات، بينما تواجه الثانية الفيضانات تارة وندرة الأمطار أحياناً أخرى.

أما وضعية ابن جرير فتعد أشد صعوبة، حيث تعاني من مواسم جفاف طويلة منذ الثمانينيات، مما يجعلها أرضاً خصبة لتطبيق هذه الحلول المبتكرة.

يشهد المنتدى مشاركة نخبة من الخبراء والمهندسين والأطر العليا، منهم هشام فنيري ممثلاً لجامعة محمد السادس، وأميمة شباكو ورياحي بشيرات وحسن أومسعود عن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، بالإضافة إلى معز علاوي، المشرف العام على مشروع المجلس الدولي للمبادرات البيئية المحلية بإفريقيا، وأيمن عريبو، المنسق الوطني للمشروع، وآخرين.

تعكس هذه الورشة التزام مختلف الفاعلين بمعالجة تحديات ندرة المياه وتبني حلول مستدامة تضمن الأمن المائي للمدن المغربية.