
حكم بالسجن 40 شهراً بحق البطل المغربي جمال بن صديق في قضية غسل أموال

تحولت مسيرة البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ جمال بن صديق من ساحة التتويجات والألقاب إلى أروقة المحاكم والسجون، بعد أن أصدرت محكمة الاستئناف بمدينة أنتويرب البلجيكية، في الخامس والعشرين من يونيو 2025، حكماً يقضي بسجنه لمدة 40 شهراً، نصفها نافذة، على خلفية اتهامه في قضية غسل أموال.
القضية التي شغلت الرأي العام طيلة السنوات الثلاث الماضية كشفت تفاصيل صادمة، حيث تبين أن البطل المغربي كان ضمن شبكة متخصصة في تبييض أموال تتجاوز قيمتها مليون و200 ألف يورو. وقد استخدمت الشبكة عقوداً وشركات صورية كغطاء قانوني لأنشطتها المشبوهة.
ووفق منطوق الحكم، فإن جمال بن صديق حصل على 130 ألف يورو بطرق غير قانونية، كما أدين شقيقه سعيد بن صديق بأربع سنوات سجناً نافذاً، بينما صدر بحق الشريك الثالث حكم بالسجن ثلاثين شهراً.
ولم يقتصر الحكم على العقوبات السجنية، فقد قررت المحكمة أيضاً مصادرة أكثر من نصف مليون يورو عُثر عليها مخبأة بإحكام داخل فيلا بن صديق.
كما فرضت عليه حظراً دائماً من تأسيس أو تسيير أي شركة مستقبلاً، معتبرة أن جرائم غسل الأموال تشكل خطراً مباشراً على الاقتصاد وتغذي أنشطة الجريمة المنظمة.
جمال بن صديق، المولود سنة 1990 لأصول مغربية، لمع اسمه في عالم الكيك بوكسينغ ضمن بطولة GLORY العالمية. اشتهر بقوته وضرباته القاضية، وواجه أسماء بارزة في الوزن الثقيل، ليُصنّف لفترة من الزمن ضمن أبرز المقاتلين على الصعيد الدولي.
لكن وهج الألقاب لم يكن كافياً لحمايته من تداعيات قضايا المال المشبوه، حيث باتت مسيرته الرياضية معلقة وربما مهددة بالانتهاء.\
تلقى الجمهور المغربي والعالمي الخبر بصدمة كبيرة، وانقسمت الآراء بين من عبر عن خيبة أمله في سقوط رياضي كان يمثل مصدر إلهام للشباب، ومن اعتبر أن تطبيق القانون لا يفرق بين نجم فوق الحلبة أو شخص عادي في الشارع.
الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوقف منذ صدور الحكم، حيث انقسمت الآراء بين مطالب بمراجعة القضية ومن يرى في هذا القرار درساً بليغاً في أن الشهرة لا تعفي من الالتزام بالقانون.
