احتفاء بهذه الذكرى الغالية، ينظم مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بشراكة مع النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يوم 18 نونبر 2025، احتفاء بمعركة لكلات، وهي إحدى المعارك البطولية التي خاضها أبناء جيش التحرير المغربي بجهة الداخلة وادي الذهب في مواجهة بطولية سنة 1957، حيث واجهوا جحافل من القوات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية التي استخدمت الطائرات والقنابل وكل العتاد الثقيل، حيث اشتد وطيس المعركة من شروق الشمس حتى غروبها، ما أدى إلى إسقاط إحدى طائرات العدو، فيما استشهد عدد من عناصر جيش التحرير وأصيب آخرون بجروح خطيرة.
ملحمة لكلات التي نحييها تزامنا والذكرى السبعون لعيد الاستقلال، تجسد انتماء أبناء منطقة الداخلة وادي الذهب للعرش العلوي المجيد ودفاعهم المستميت عن مغربية الصحراء، على غرار معارك أخرى كوادي إشياف وأوسرد من أجل الدفاع عن مقدسات الوطن.
لقد جسد المغاربة ملحمة وطنية كبرى في المقاومة من شمال المغرب إلى جنوبه، حيث قاموا بأكبر التضحيات في التحام رائع بين العرش والشعب، ومن هذه البطولات معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان ووادي زم وانتفاضة قبائل آيت باعمران وانتفاضة الشيخ ماء العينين بالأقاليم الصحراوية الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي لقن فيها المجاهدون للقوات الاستعمارية دروسا بليغة في الصمود والمقاومة والتضحية. ومن تجليات النضال الوطني: إقدام صفوة من قادة الحركة الوطنية على تقديم وثيقة الاستقلال إلى سلطات الحماية يوم 11 يناير 1944 بتشاور وتنسيق مع المغفور له محمد الخامس، وما أعقب ذلك من ردود فعل عنيفة من السلطات الاستعمارية، حيث تم اعتقال بعض قادة وزعماء ورجال الحركة الوطنية والتنكيل بالمغاربة الذين عبروا عن دعمهم للوثيقة التاريخية، كما نفي ملك البلاد محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته إلى مدغشقر.
إن الاستثناء المغربي تمثل في ثورة الملك والشعب حيث خلد المغاربة بمداد الفخر والاعتزاز أبهى وأجمل الملاحم في الدفاع عن الوطن وكرامته.
إن الاحتفال بعيد الاستقلال بمنطقة لكلات، يذكرنا بأن الوطن هو الفضاء الذي يحضننا من شماله إلى جنوبه، وبالتالي إن الدود عنه مهمة وطنية مقدسة حتى نعيش فيه بأمان وحرية وكرامة، لأنه يحضن آمالنا وأحلامنا، ويحمي حقوقنا ويصون عرضنا وشرفنا، إنه الأرض التي نفترش ثراها، والروح التي تحوم حولنا، تشاركنا أحزاننا وأفراحنا وتغفر لنا أخطاءنا، إنه الراية التي ترفرف عاليا في السماء لتذكرنا بأننا ننتمي لوطن يحمينا ونستظل بظله، إنه الحضن الدافئ والبلسم الذي يداوي جراح الحياة، إنه يتباهى بنا فردا من أفراده وجنديا على حدوده، إنه الحب الحقيقي والهواء الذي نتنفسه والحرية التي من خلالها نمارس وجودنا كما نشاء… إنه رمز الهوية والتاريخ والعيش المشترك في إطار لحمة وطنية مقدسة، إنه شجرة تنتصب شامخة تكسر العواصف بعضا من أغصانها لتنبت بدلا عنها غابة من أشجار سامقة لا تأبه للرياح…











