وحيد الكبوري – مراكش الآن

تتواصل بمدينة مراكش أشغال إعادة تأهيل الواجهات العمرانية على مستوى شارع محمد الخامس، بعد استكمال مراحل سابقة همّت شارع عبد الكريم الخطابي، وذلك ضمن برنامج شامل لتحسين المشهد الحضري وتعزيز الهوية البصرية للمدينة.

وتندرج هذه العملية في إطار تصور معماري وجمالي يراعي الطابع المحلي لمراكش، ويرتكز على تحسين واجهات المباني وتنسيق مكوناتها وصيانتها، بما يسهم في تقوية الانسجام العام دون المساس بخصوصية كل بناية.

وتجري هذه التدخلات وفق ميثاق تأطيري صادق عليه المجلس الجماعي، يحدد ضوابط استعمال الألوان والخامات ونسب توظيفها، ويؤطر أحجام اللوحات الإشهارية والعناصر الملحقة بالواجهات ومواقع تثبيتها، بما يضمن خطاً بصرياً متوازناً ويقلل من مظاهر التنافر بين المباني المتجاورة. كما يتيح الميثاق الحفاظ على التفاصيل المحلية التي تميز الواجهات، مع توجيه نحو مشهد حضري أكثر اتساقاً وتنظيماً.

وتشمل الأشغال معالجة التشققات والتقشّر، وترميم الطبقات الخارجية المتضررة، وإعادة الطلاء باعتماد تدرجات لونية منسجمة، فضلاً عن صيانة العناصر الزخرفية الظاهرة. كما تتضمن العملية إعادة تنظيم لوحات المحلات ووسائط العرض التجارية للحد من الفوضى البصرية، مع الحفاظ على هوية كل نشاط داخل إطار جمالي موحد.

وتسهر فرق تقنية مختصة وأخرى ميدانية للتتبع والمراقبة على مواكبة سير الأشغال، بتنسيق مع الملاك ومستغلي المحلات لضمان انسيابية الأنشطة اليومية وتقليل تأثير عمليات التأهيل على الحركة. ويتم في هذا الإطار اعتماد زيارات ميدانية منتظمة لضبط جودة الإنجاز واحترام المعايير التقنية والمعمارية المحددة، مع تحيين التدخلات بحسب حالة كل واجهة.

وتسهم هذه المقاربة التدريجية في إبراز مشهد بصري أكثر تناسقاً على مستوى الشوارع المعنية، وتوفير فضاء عمراني منظم ينسجم مع الهوية البصرية لمدينة مراكش، ويُحافظ في الوقت نفسه على الخصوصية المعمارية للمباني وطابعها المحلي.