تنظيم ندوة وطنية بآسفي تبرز تجليات عناية المغاربة بالسيرة النبوية العطرة

تنظيم ندوة وطنية بآسفي تبرز تجليات عناية المغاربة بالسيرة النبوية العطرة

سلط ثلة من العلماء وأساتذة جامعيين الضوء في ندوة وطنية نظمت، امس الأحد 23 نونبر، بمدينة آسفي، على تجليات العناية الفائقة التي يوليها المغاربة للسيرة النبوية العطرة.

وأكد المتدخلون، خلال هذه الندوة المنظمة من قبل المجلس العلمي المحلي بآسفي بتنسيق مع المجلس العلمي الجهوي لجهة مراكش آسفي وبتعاون مع عمالة إقليم آسفي، حول موضوع “الأنوار السنية في تجليات عناية المغاربة بالسيرة النبوية”، أن العديد من المؤلفات والمصنفات جاءت مبرزة حب المغاربة وتعلقهم بالجانب النبوي الشريف وشملت المديح النبوي وحقوق الرسول الكريم وشروح كتب السيرة النبوية وكذا المنظومات الشعرية.

كما شددوا على حرص ملوك الدولة العلوية الشريفة عبر التاريخ على إيلاء عناية فائقة بالسيرة النبوية التي تعد التجسيد العملي للأحكام والقيم التي جاء بها الإسلام.

وأشاروا إلى أن من مظاهر عناية المغاربة بالسيرة النبوية تنافسهم في قراءة الأمداح النبوية ودراسة وتلاوة السيرة في شهر ربيع الأول الذي يفتخر المغاربة ويتباهون فيه بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ويحيون ليالي المولد في المساجد والزوايا وبيوت الخير.

وأبرز رئيس المجلس العلمي المحلي بآسفي، المصطفى سليمي، في كلمة بالمناسبة، أن الندوة تأتي استجابة للرسالة الملكية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شأن العناية بالسيرة النبوية العطرة احتفاء بمرور 15 قرنا على ميلاد النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، واحتفالا بالذكرى الخمسين لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد.

وأشار إلى أن المغاربة عُرفوا دون غيرهم بتعلقهم الكبير بالجناب النبوي الشريف، وهو ما يلمس في مجالات عديدة في حياتهم إذ لا يغيب اسم المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالهم وتصرفاتهم وعملهم.

من جانبه، أكد رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة مراكش آسفي، محمد خروبات، أن المغاربة علماء وعامة، والذين استقرت في قلوبهم محبة النبي الكريم، تفننوا عبر التاريخ في العناية بالسيرة النبوية ما جعلهم يتميزون عن غيرهم في الإبداع المنهجي والموضوعي في الشرح.

وأوضح أن اهتمام المغاربة بالسيرة النبوية له أسباب موضوعية دافعة ومشجعة ومنها النسب الشريف لملوك الدولة العلوية وعنايتهم بالسيرة العطرة، ودخول السيرة النبوية في المجالات العلمية والتعليمية في الجامعات المغربية، مبرزا أن كل مظاهر الحياة في العلم والعمل والسلوك والسير وكذا الثوابت الدينية والوطنية في المملكة تُبنى على السيرة النبوية العطرة.

من جهته، أبرز المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بآسفي، عبد الرحمن عدنان، أن هذه الندوة تأتي امتدادا لعدد من المحاضرات والندوات والدروس الدينية في السيرة النبوية التي سبق للمجلس العلمي المحلي بآسفي أن نظمها بتنسيق مع المندوبية الإقليمية، لإبراز تجليات عناية المغاربة بالسيرة النبوية واستحضار عبق المحبة النبوية التي تسكن قلوب المغاربة جيلا بعد جيل.

وأكد على أن المغاربة عُرف عنهم منذ دخول الإسلام للمغرب، حبهم للمصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلقهم بأحواله واهتمامهم بسيرته العطرة حفظا وتدارسا وتدوينا، مبرزا أن الأمة المغربية من الأمم القليلة التي درست السيرة النبوية دراسة وافية وعرفت النبي صلى الله عليه وسلم معرفة دقيقة وازدادت تعلقا بجنابه الشريف.

وأشار في هذا السياق، إلى أن كثيرا من كتب السيرة النبوية ألفها علماء مغاربة مما يعكس تعلقهم الذي لا نظير له بالرسول الكريم سواء في محبته أو الاحتفال بمولده أو بكثرة ما صيغ من صيغ الصلوات عليه صلى الله عليه وسلم، داعيا إلى ضرورة ربط الحاضر بالماضي وإحياء مكانة السيرة النبوية في حياة الناس.

وتضمن برنامج هذه الندوة، التي عرفت حضور الكاتب العام لعمالة إقليم آسفي ورؤساء مجالس علمية محلية وأئمة مرشدين ومرشدات وقيمين دينيين، تكريم ثلة من العلماء والخطباء والوعاظ اعترافا بما يبذلونه من جهود خدمة للشأن الديني، وتنظيم جلستين علميتين تناولتا محاور متعددة.

ويتعلق الأمر بـ”المولديات عند المغاربة” و”مظاهر الاحتفاء بالمولد الشريف في مدارس التعليم العتيق”، و”إسهام علماء الأمازيغ في خدمة السيرة النبوية”، و”عناية السلاطين العلويين بالسيرة النبوية من الرعاية الدينية إلى الإشعاع الحضاري”، و”الاتحافات الجلية في عناية المغاربة بالصلوات النبوية”، و”إسهام أعلام منطقة عبدة في خدمة السيرة العطرة الفقيه الكانوني نموذجا”.

videossloader مشاهدة المزيد ←