وحيد الكبوري – مراكش الآن

انطلقت اليوم الخميس أشغال الندوة العلمية التي تُعد أولى محطات برنامج الملتقى الروحي لموسم الشيخ الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي، والمنظمة تحت شعار: “إسهام الزوايا الجزولية في تسديد التبليغ انطلاقًا من خدمة الموروث النبوي”.

وتشكل هذه الندوة مناسبة لإبراز الامتداد الروحي العميق للزوايا الجزولية داخل التاريخ المغربي، وتسليط الضوء على دورها في نشر القيم النبوية وترسيخ منهج التبليغ الرشيد.

استُهلت الندوة بكلمات ترحيبية قدمها ممثلو الهيئات المنظمة والمؤسسات الشريكة، حيث تمت الإشارة إلى أهمية هذا الموعد في إعادة قراءة تراث الإمام الجزولي، صاحب كتاب دلائل الخيرات، وإبراز الإشعاع التربوي والصوفي للزاوية الجزولية داخل المغرب وخارجه.

وسلّط المتدخلون الضوء على خصال رجالات التصوف الجزولي، من إخلاص وورع ونكران ذات وخدمة للعلم والعباد، مع التذكير بالأدوار التي اضطلعت بها الزوايا تاريخيًا في نشر قيم الحكمة والموعظة الحسنة، ومساهمتها في تأطير المجتمع روحيا، بما ينسجم مع خطة “تسديد التبليغ” الهادفة إلى تعزيز ثوابت الأمة وصون الهوية الدينية للمغاربة.

كما استعرضت الندوة الأهداف العامة لملتقى هذه السنة، والذي يطمح إلى إبراز حضور القيم النبوية في التجربة الصوفية المغربية، وتسليط الضوء على إسهامات الزوايا الجزولية في صون الموروث الديني، سواء عبر العناية بالسماع والمديح، أو المحافظة على تقاليد تلاوة دلائل الخيرات، أو من خلال ترسيخ نهج الوسطية والاعتدال الذي يميز المدرسة الصوفية المغربية.

وتواصلت الجلسة الافتتاحية بعرض مداخلات علمية تناولت موضوعات مرتبطة بالتربية الروحية في التجربة الجزولية، والاجتهاد التربوي داخل الزوايا، ودورها في تعزيز الارتباط بالسيرة النبوية. وشهدت الجلسة حضورًا لافتًا لعلماء وباحثين وممثلين عن المؤسسات الدينية والثقافية، ما يؤكد المكانة الرفيعة لهذا الموعد الروحي ضمن الفعاليات الثقافية والدينية بالمغرب.

وتُعد هذه الندوة العلمية الانطلاقة الرسمية لبرنامج الملتقى، الذي سيستمر بأمسيات سماعية، وقراءات جماعية في دلائل الخيرات، إضافة إلى أنشطة موازية تحتفي بسيرة الإمام الجزولي والذاكرة الروحية المغربية.