اخبار جهة مراكش | الأربعاء 11 نوفمبر 2015 - 12:14

جامعيون يناقشون موضوع “المدينة” من منظور سوسيولوجي بكلية العلوم القانونية بمراكش

  • Whatsapp

توفيق عطيفي- مراكش
احتضنت قاعة الندوات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، صباح الثلاثاء 10 نونبر، يوم دراسي حول :”المدينة: قراءة من منظور علم الاجتماع”، من تأطير كل من محمد الغالي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض وعبد المالك الوزاني أستاذ متخصص في السوسيولوجيا بنفس الكلية وذلك لفائدة طلبة ماستر السياسات الحضرية والهندسة المجالية بحضور عدد من طلبة الكلية.
هذا وأكد الأستاذ عبد المالك الوزاني في مداخلته المركزية، أن مثل هذه الأيام الدراسية تشكل بالنسبة للباحث الجامعي فرصة للحفاظ على التوازن الذي يتطلبه البحث العلمي وتذكره بعدد من البديهيات التي تختفي في أركانها عدد من الدلالات والمعاني. وأوضح الوزاني في مقارنة ميتدولوجية بين العلوم الانسانية والعلوم الحقة، أن الموضوع البحثي في الأولى مختلف في طبيعته عن الثاني، لما يعرفه من دينامية وتحولات عكس الفيزياء مثلا، وهو المعطى الذي يلزم الباحث الاجتماعي التحلي بعدد من المواقف التي يطبعها الحذر، واعتبر هذا الأخير مغامرة، لكون الباحث يتميز بانتمائه الحضاري والثقافي والتنشئة الاجتماعية وتبنيه لأيديولوجية وموروث اجتماعي متداخل ومعقد.
وارتباطا بموضوع اليوم الدراسي، كشف الوزاني أن المدينة في القرن العشرين، تطورت بشكل يظهر انها نتاج لتطور الرأسمالية وما تولد عن النمط الاقتصادي وما رافق ذلك من غياب العلاقات الانسانية وهيمنة العلاقات المادية غير المشخصنة، واعزى ذلك الى اندثار الثقافة المحلية امام الثقافات الجديدة (الوافدة عبر منفذ العولمة). واعتبر ذات المتحدث المدينة موضعا للحرية، لما انتجته حضارة القرن العشرين من قيم حرية الفرد والفردانية، الا أن هذه الرؤية لماهية المدينة يقول الوزاني قد ينظر اليها باحث اخر نظرة سلبية باعتبارها مرتعا للتناقضات الاجتماعية ومجال يكشف بالملموس عن انعدام قيم التضامن والتعاون.
12212449_626589510815377_302014584_n copie
وتساءل الوزاني حول ما اذا كان من الممكن الاكتفاء بالنظر للمدينة كمجال ترابي؟ أم أن الامر يتعدى ذلك الى البحث في العلاقات الاجتماعية داخل هذا المجال؟ وقال بهذا الخصوص، ان مقاربة المدينة كمجال أو كمجموعة من العلاقات الانسانية يحتاج الى السوسيولوجي لإعادة ربط الخيط بين ما انتجته السوسيولوجيا في بداية القرن العشرين، كما هو الحال بالنسبة للتراث الفيبري الذي نجد فيه قراءة كرونولوجية للمدينة، بدء بوظائفها منذ العهد اليوناني الى أن وصلنا الى المدينة في القرن العشرين، وتحكم محدد السوق فيها، وكذا اعمال جورج زيمل، التي ربطت المدينة بالمجال الأنومي، الذي تنتفي فيه الهوية والانتماء. وعودة الى ما تطرحه اشكالية المدينة من زاوية ايمبريقية من صعوبات، شدد الوزاني أن الميدان في السوسيولوجيا يحمل مخاطر على الموضوع، كما هو الأمر بالنسبة لباقي الظواهر الاخرى، كإشكالية التحاق شباب هوامش باريس بالتنظيمات الارهابية التي لها علاقة بما يقع في سوريا وغيرها من مناطق التوتر في العالم والتي اصبحت اليوم تقض مضجع المسؤولين الفرنسيين، واضاف ان الباحث مثلا في دراسته لهذه الظاهرة في مجتمع لم يستأنس بأدوات البحث الاجتماعي، كما هو الحال بالنسبة للباحث المغربي الذي كان المجتمع يتمثله كمخبر أمني الى عهد فريب، سيما اذا كان للأمر علاقة بالقناعات السياسية للأشخاص وموقفهم من الأحزاب السياسية.
وانتهى الاستاذ الوزاني الى أن الاشكالية التي تؤرق الباحثين وحتى المسؤولين داخل أي دولة هي: كون المدينة دائما تسبق التخطيط؟ وأعزى هذا المشكل في نظره الى الاشتغال بالبرديغمات اللحظية والانية، مما يفرز يترتب عنه استمرارية أوراش اصلاح ما افسده غياب النظرة البعيدة المدى لتهيئة المجال والتراب.
من جهته أكد محمد الغالي دكتور العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن الباحث المهتم بقضايا المدينة، من المفروض عليه أن يتساءل اليوم حول ما ان كان مشروع مدينة تامنصورت قائما على اساس علمي أم ان الامر ليس الا مجرد مشروع لخدمة مصالح فئات معينة.
وطرح الغالي امام الحاضرين اشكاليات جديرة بالبحث، ويتعلق الأمر بالبحث في الأسباب التي تعطل استفادت المستهدفين من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من المشاريع التي تنجز، الى جانب عدم استفادت المناطق الجبلية بالشكل المناسب والمطلوب من برامج ومخططات الدولة كما هو الحال بالنسبة لبرنامج مخطط المغرب الأخضر بالنظر لطبيعة المعايير التي وضعتها وزارة الفلاحة.