اخبار جهة مراكش | الجمعة 25 ديسمبر 2015 - 04:24

جمعية النسيم تنظم ندوة علمية “اللغة العربية واقع وآفاق” احتفاء باليوم العالمي للغة العربية

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – شيشاوة 
في إطار أنشطتها الثقافية والفكرية، نظمت جمعية النسيم للتنمية والتضامن بشيشاوة، عصر يوم الخميس 24 دجنبر، ندوة بعنوان:”اللغة العربية واقع وآفاق” وذلك بتأطير من الدكتور حسن المودن قيدوم مثقفي مدينة شيشاوة، ومشاركة الأستاذ مولاي مولزيم العلوي رشيد، والأستاذين الباحثين عثمان حمدون وعبد الواحد البرجي وكذا الأستاذ عياد البرجي وعدد من الطلبة والفاعلين الجمعويين ومثقفي المدينة.
واستهل اللقاء الذي ترأسه الدكتور المودن بتلاوة آيات بينات تلاها المقرئ صهيب اركابي، تلتها كلمة ممثل جمعية النسيم التي ألقاها مولاي مولزيم العلوي رحب فيها بالحضور، وأكد أن اختيار موضوع “اللغة العربية واقع وآفاق” للمساهمة في الوقوف عند أهمية اللغة العربية ومعرفة أهم التحديات التي تواجهها في بلادنا من جهة، وتخليدا لليوم العالمي للغة العربية من جهة ثانية، للتدبر والتأمل في حال لغتنا والوقوف عندها لإظهار شموخ العربية أمام ناشئة اليوم، وشدد على أن اللسان العربي شعار الإسلام ولغته وبه يتميز العرب، كما استحضر ملزم العلوي مجموعة من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حق اللغة العربية. وقال بأن اللغة العربية مفتاح فهم الدين فهما حضاريا.
من جهته حاول الأستاذ عياد البرجي في مداخلة التي عنونها ب “اللغة العربية بين غزو الأعداء وإهمال الأبناء” وضع اليد على بعض الأسباب التي قادت اللغة العربية إلى وضعها الحالي، مشددا على تجاوز منطق كون اللغة العربية لغة تواصل فقط، والإيمان بكون هذه اللغة حاملة لهوية عربية إسلامية، حيث إن العربي كانت قوته مرتبطة بقوة لسانه وَمِمَّا زاد اللغة العربية شرفا على حد تعبيره هو نزول القران بلسانها.
وأضاف الأستاذ عياد البرجي أن العناية باللغة العربية في علاقتها برهانات المستقبل والعقيدة والتقدم التكنولوجي هو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر الاهتمام باللغة هوية وانتماء وعقيدة. وارتباطا بواقع الحال، كشف ذات المتحدث أن مستوى اللغة العربية تدنى، لأسباب حددها في الهجمات المتعددة التي تعرضت لها هذه اللغة من إسقاط التاتار للدولة العباسية في عهد المعتصم، وما يشكله العهد العباسي وبنو العباس من خدام أوفياء للعربية والعرب، سقوط أدى إلى وقوع التداخل بين اللغة العربية ولغة التاتار(سقوط بغداد). وثاني الأسباب؛ الغزو العثماني ورفضهم للغة العربية ومنعهم تداول هذه اللغة في الدول التي استطاعوا استعمارها، وثالثها؛ غارات الاستعمار الأوروبي للدول العربية عبر فصل أبناء الدول المستعمرة عن هوياتهم مقابل تشجيع لغتهم وهوياتهم، مبرزا أن البعض يحاول طمس العربية والافتخار في مقابل ذلك لدى البعض في حديثه بلسان فرنسي إلى جانب عدم اهتمام وسائل الإعلام بهاجس اللغة وإشاعة أخطاء (غير مسموح بها) وما يشكله ذلك من خطر على الناشئة، وزاد في سرده لأسباب تراجع اللغة العربية، ضعف الاهتمام بالعربية في مناهج التعليم وضعف الاعتماد على اللغة في مختلف السياقات التداولية ( الإشهار، اللقاءات….).
بدوره تناول الأستاذ الباحث عثمان حمدون مداخلة تحت عنوان: “نظرة لمستقبل اللغة العربية”، وأكد خلالها بأن الأسرة المغربية لا تلتقي مع المدرسة في هم اللغة والقائم على العملية التربوية (الأستاذ) لا يخرج للميدان لتشخيص مشكلة اللغة وتقديم حلول لها، مما يعني في نظره أن العلاقة بين المدرسة واللغة علاقة طلاق لا رجعة فيه إلا إذا عملت السلطات التربوية وبقرار سياسي جريء على استعادة مركزية اللغة العربية في البرامج التربوية.
كما حمل الباحث عثمان حمدون المسؤولية لصاحبة الجلالة في إشارة إلى الإعلام كسلطة رابعة، واعتبر هذه الأخيرة سفيرة للغة من خلال وسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية، وقال بأن المسؤولين داخل عدد من المؤسسات الإعلامية لا يشترطون شروط الكفاءة في اللغة العربية، بل يعتمدون على الجمال المظهري للمذيع (ة) أكثر من جمال لغته، حيث تنقل المذيعة خبرا محزنا لكن بطريقة يغيب فيها التفاعل مع الخبر.
وختم ذات المتحدث كلمته، بالتأكيد على أن الفراغ السياسي له نصيب المسؤولية، حيث إن الدستور الجديد لسنة 2011 جعل اللغة العربية رسمية للدولة، وتقر الوثيقة الدستورية بأن الدولة هي الساهر على حمايتها، إلا إن الممارسة شيء آخر يقول الأستاذ حمدون.