اخبار جهة مراكش | الإثنين 11 أبريل 2016 - 16:11

الدكتور الغالي استاذ العلوم السياسية يطالب من ايت أورير الاحزاب السياسية بتجاوز خطاب التشكيك في نتائج الانتخابات

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – مراكش الآن
أكد الدكتور محمد الغالي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن اي محاولة لفهم المشهد السياسي المغربي، تستلزم ضمن آلياته قراءة الحقبة التاريخية ما بين سنتي 1953 و 1962، لأنها مرحلة غاب فيها التوافق، وهيمن فيها التدافع لاختلاف رهانات الفاعلين وتصارع المصالح، حيث تعدد الرهانات في اي مجتمع يؤدي الى الصراع عوض ان ينعم في علاقات تعاونية، مما يسقطه في كنف العلاقات التنازعية.
وكشف الدكتور الغالي، أن المرحلة التي ذكرها مهمة لفهم الذي حصل، وفهمكم لماذا جارتنا اسبانيا تقدمت، حيث قال: “نعم صحيح هناك الاتحاد الاوروبي، لكن هناك سر اخر لتقدم اسبانيا وهو القدرة على تدبير الاختلاف السياسي وهو الذي غاب عندنا في لحظة من اللحظات”.
كما اوضح الدكتور الغالي، في مداخلته المعنونة بـ”المشهد السياسي” التي قدمها، أمس الأحد 10 أبريل، في الملتقى الجهوي الرابع لشبيبة العدالة والتنمية بمدينة ايت أورير، أن المشروعية السياسية يلزمها القبول بنظام القيم الصاعد وضرورة التعامل معه، وأنه الواقع اليومي كاف لوحده لقياس التحول والتطور في نظام القيم، مستدلا في ذلك بأولوية الشغل بالنسبة للمرأة اليوم على الزواج عكس ما كان سائدا في السابق، مما يعني في اعتقاد الأستاذ الغالي حضور البعد البرغماتي في الأولويات بفعل دينامية منظومة القيم.
وارتباطا بالشأن الدستوري، قال الدكتور محمد الغالي، إن دستور 2011 الذي توافق عليه المغاربة، يؤطر ثلاثة عناصر مهمة في الدولة: الثروة، القيم والسلطة، وقال:”المشهد السياسي مؤطر بدستور، وتعتبر فيه الأحزاب السياسية فاعل يتفاعل مع باقي الفاعلين، لكن الي حد تتأطر الأحزاب به”، وذلك في سياق تفكيكه لسلوك بعض الأحزاب التي شككت في نتائج 4 شتنبر، في لحظة دستورية تأسيسية انتقالية، وهو الأمر الذي يدخل في نطاق الأحكام المسبقة على مسار جديد، وهو ما قد يستغله البعض لخدمة أغراضه العدائية ضد الوطن والأمة المغربيتين، وقال: “هذا يعطينا صورة على ان هناك من تهمه نتائج الانتخابات، لكن السؤال ماذا قدمنا للانتخابات لأنها فرصة لتقييم عمل الأحزاب، وما ماذا تجاوب المواطنين، من خلال: كيف تجاوبوا؟ ولماذا لم يتجاوبوا، معذالأسف هذه القيم لم نصل اليها بعد”.
واستغرب الدكتور الغالي من تشكيك بعض الاحزاب السياسية في نتائج الانتخابات، في الوقت الذي لا تصرح فيه بميزانياتها، مشددا بضرورة تجاوز خطاب التشكيك والابتعاد عنه.
وشدد الغالي، أن المغاربة لا زالوا يخطئون بتعليق امالهم وآلامهم على الانتخابات التشريعية والجماعية، في الوقت الذي ينبغي فيه للمواطنين والمواطنات ننظر الى باقي المؤسسات العمومية التي يجري فيها انتخاب ممثلي المجالس الإدارية، معتبرا هذه الأخيرة بالتمرين السياسي الأول الى جانب الأسرة، وقال: “السياسة هي فن الممكن، الفن هو القدرة على الإبداع، كيف نحول المشاكل الى حلول، مهمة الانتخاب هي حل المشاكل، الانتخابات تعكس عمق الثقافة نعاني من مرض الوعي الشقي نحمل منظومة أفكار ولكن في الممارسة لا نعكس تلك الأفكار “.
12993008_687667041374290_1658258868_n copie 12980563_687666548041006_1140392349_n copie