أراء | الخميس 16 يونيو 2016 - 22:51

المحترم عضو المجلس الجماعي لمراكش..خليل بولحسن..أما الزبد فيذهب جفاء

  • Whatsapp

عزيز باطراح
لم يسبق لي ن تعرفت على السيد “خليل بولحسن”، المستشار الجماعي عن حزب العدالة والتنمية بالمجلس الجماعي لمراكش، والنائب الأول لرئيس مقاطعة جليز.. وقد رأيته بضع مرات من خلال متابعاتي الناذرة لأشغال دورات المجلس الجماعي، ولم يسبق لي خلالها كما لم يسبق له أن صافحني أو صافحته أو تبادلنا حتى التحية. غير اني تابعت العديد من تصريحاته وخرجاته الإعلامية، خاصة على الموقع الإخباري “مراكش الآن” الذي يشرف عليه الزميل “لحلو”، خاصة عندما كان حزب العدالة والتنمية في المعارضة خلال التجربة السابقة، ومن خلال تلك الفيديوهات المتناسلة التي لا تفارق هذا الموقع، ظل “بولحسن” ينتقد تجربة المجلس الجماعي تلك، وخاصة رئيسته السابقة “فاطمة الزهراء المنصوري”.
ولن أدخل في تفاصيل تلك الخرجات والانتقادات، إذ لا يمكنني إلا أن أحترم مواقف هذا الرجل من موقعه كمعارض، ولكني أسجل أنه لم يسبق لي أن قرأت أو اطلعت لا في موقع “مراكش الآن” أو في غيره على رد المعنية بالأمر “فاطمة الزهراء المنصوري”، رئيس المجلس الجماعي أنذالك، وهو ما أعتبره تقديرا واحتراما من هذه السيدة التي كانت في موقع المسؤولية لرجل ومستشار في المعارضة.
غير أن ما لفت نظري وأنا أتابع تصريحات السيد “خليل بولحسن” من خلال الفيديو المنشور على الموقع الالكتروني “تانسيفت24″، الذي يشرف عليه الزميل “بلوط”، هو التحامل غير المفهوم على موقع “مراكش الآن” ونعت صاحبه بأقدح النعوت والأوصاف، ولعل من بين أهمها، اتهام الزميل “لحلو” بكونه “يمارس المعارضة بالوكالة”، وأنه مدفوع دفعا من طرف جهات “فاسدة”.
طيب السيد “بولحسن”، ألم تسأل نفسك قبل انتقاد صاحب الموقع، ماذا يمكن أن يدور بخلد المتتبعين وأنت متمترس لسنوات بهذا الموقع الالكتروني عندما كنت في المعارضة؟، هل كان صاحب الموقع يمارس المعارضة بالوكالة عندما كانت صورك وفيديوهاتك لا تفارق موقعه؟ بل وتحتل صورك المواقع المخصصة للإشهار… إنني عندما أسجل هذه الملاحظات فإني أدعوك إلى إعادة النظر في كل ما قلت في شان الموقع الإخباري المذكور وصاحبه، وأترك للأخير أن يرد إن شاء بما يراه مناسبا، لأنه أجدر بهذا الرد من غيره.
وأعود بك السيد “بولحسن” إلى بعض ما جاء في تصريحاتك من خلال الفيديو الذي بثه الموقع الإخباري “تانسيفت 24” للزميل “بلوط”، وأسجل الملاحظات التالية: أولا: أجدني معني بتلك التصريحات التي أدليت بها بصفتك ممثلا لسكان هذه المدنية في المجلس الجماعي، بل وتمارس باسهم صلاحيات هامة من خلال مهامك كنائب أول لرئيس مقاطعة جليز، ولأنني واحد من ساكنة المدينة وأبنائها، ومواطن من مواطني هذه المدينة الذين يؤدون ضرائبهم شهرا بشهر، فإني معني بكل ما جاء في تصريحاته تلك.
ثانيا: لأن تلك التصريحات، في معظمها تناولت الشأن المحلي لهذه المدينة، وأنا معني بمدينتي وبكل ما يقال في حقها وفي حق من يشرف على تدبيرها.
ثالثا: لأن تلك التصريحات تضمنت بعض المغالطات وجب الرد عليها. وأبدأ معك السيد “بولحسن” مما اعتبرته في تصريحك بالفيديو المذكور، أن الذي يحرك بعض المنابر الإعلامية ضد حزب العدالة والتنمية بهذه المدينة، هم بعض المنتخبين الفاسدين.. الذين كانوا يتلقون الرشاوى في التجارب السابقة بقيمة 100 مليون من أجل التوقيع على رخصة بناء.. وأن هذه الممارسات انتهت بحمد الله وقوته مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى كرسي العمودية.
أتفق معك السيد “بولحسن” بأن هناك منتخبون مرتشون وفاسدون، لكن ألا تتفق معي أن من وصفتهم بالفاسدين كانوا ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، وهم إلى جانب منتخبين آخرين كانوا في قوائم موازية، هم من أوصلوا حزبك إلى عمودية المدينة، وإلى رئاسة أربع مقاطعات؟، وبمنطق الحزب الإسلامي الذي تتحدث به وعنه (رغم أن دستور البلاد يحرم قيام أحزاب على أساس ديني)، أليس كل ما بني على فساد فهو فاسد؟، أليس من واجبك الشرعي أن تقدم استقالتك من المجلس الجماعي، لأن فاسدين كانوا معك في اللائحة التي أوصلتك إلى هذا المجلس؟
ومن تم فمن الواجب الشرعي لمستشاري حزبك أن يقدموا استقالتهم من هذا المجلس؟ أنا متأكد من أنك لا تملك الشجاعة السياسية ولا الأدبية، ولا “الإسلامية” التي يمكن أن تدفعك، لا أنت ولا حزبك، إلى تقديم هذه الاستقالة، لأن هذا السلوك من شيم وأخلاق كبار السياسيين، أمثال الشهيد “المهدي بن بركة” الذي ذكرت في تصريحاتك، وأنا متأكد أنك لا تعرف من هذا الرجل إلا الاسم، وأرجوك أن تترك روحه ترتاح، ولا تذكر اسمه في سياق الحديث عن الفساد والمفسدين، فأمامك آلاف الأسماء، وضمنها الأسماء الفاسدة التي أوصلتك وأوصلت حزبك إلى كرسي العمودية.
وأعود بك ومعك السيد “بولحسن” إلى المرتشين و الفاسدين من منتخبي هذه المدينة الذين أشرت إليهم في تصريحك، وأطرح عليك السؤال التالي: هل تملك الجرأة على ذكرهم بالاسم؟ أتحداك أن تعطينا اسما واحدا وتفضحه على رؤوس الأشهاد؟ وسنخصص لك صفحة كاملة في أكبر جرائدنا الوطنية وأوسعها انتشارا، وسنضع لك فوق صورك نياشين الشهامة والشجاعة وندعو لك ساكنة المدينة أن يحملوك على الأكتاف وينصبوا لك في مدخل المدينة تمثالا.
أنا متأكد من أنك لا تملك هذه الجرأة سيدي “بولحسن”، كما لا يملكها أي من رموز حزبك في هذه المدنية، فبالأمس القريب تم إخراج “العربي بلقايد” من مسؤولية نائب العمدة، دون أن يجرأ السيد “يونس بن سليمان” على قول (لا) في وجه الأغلبية التي كانت تسير المجلس، وظل متمسكا بمنصب نائب العمدة، قبل أن يختفي عن الأنظار وقال لي في تصريح سابق حول موقفه المريب هذا:” السي باطراح أنا راني مجمد عضويتي في الحزب”، ولم يخبرنا كما لم يخبرنا قادة حزب العدالة والتنمية بمراكش كيف عاد الأستاذ بنسليمان إلى الحزب؟ أو كيف أوقف قادة الحزب سريان مفعول “تجميد” تلك العضوية.
وعندما أورد اسم الأستاذ بنسليمان، مع كامل تقديري واحترامي له، فإني أتحدث عن رمز من رموز حزب العدالة والتنمية وواحد من ممثلي المدينة في قبة البرلمان، وواحد من أصحاب القرار داخل هذا الحزب، والنائب الأول لعمدتك (وعمدتي طبعا بالرغم من أنفي)، فكيف بك أنت السيد “بولحسن” الذي لا تملك سلطة القرار داخل حزبك؟، فبالأحرى داخل المجلس الجماعي الذي تتحدث عن الفاسدين فيه.
أما عن الـ40 مليار سنتيم، التي قلت إن بعض المنتخبين الفاسدين قد لهفوها، فإني أقول لك إنهم اليوم أمام القضاء، وأزيد على ذلك، أن أكثر من 60 مليار سنتيم (على الأقل التي وصلت إلى المحاكم) تبخرت بسبب التبديد وسوء التدبير والفساد، لكن ماذا فعل حزبك، حزب العدالة والتنمية عندما وصل إلى سدة رئاسة المجلس الجماعي؟. وهنا أقول لك:إذا لم يكفيك الأستاذ “بنسليمان”، فإني أقدم لك الأستاذ محمد العربي بلقايد، الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، وهو عمدة مراكش وعميد حزبكم في هذه المدينة، الذي يحظى بمؤازرة كبيرة من طرف أمينكم العام ورئيس الحكومة، لقد قالها بصريح العبارة ودون أن يرف له جفن ذات ندوة صحفية شهر يناير الماضي:” لن أنصب المجلس الجماعي طرفا مطالبا بالحق المدني في ملفات الفساد المعروضة على القضاء، ولن أطالب باي حجز تحفظي على ممتلكات المدانين”، وهو يقصد المدانين في الـ40 مليار سنتيم التي تحدثت عنها. هل هناك أبلغ وأوضح من هذا الكلام؟، إذن دعك من الفاسدين والمفسدين وتحدث في أمر آخر غير هذا، وإلا فكلامك لن يتعدى حدود الاستهلاك الإعلامي والسياسوي في أرذل صوره، وفي أحسن الأحوال، هو كلام سينتهي إلى ما انتهى إليه كلام زعيم حزبك السيد بنكيران:” عفا الله عما سلف”.
السي “بولحسن”، أسألك وأستحلفك بالله، هل انت حقا مقتنع بأن الفساد قد انتهى في هذا المجلس بعد استبعاد بعض الفاسدين من مواقع المسؤولية؟، هل انتهى الفساد ووقف نزيف هدر وتبديد المال العام مع تولي رموز حزبكم تدبير شؤون هذه المدينة؟ طبعا لا، ولعل واقعة تفويت عقارين بثمن رمزي بالحي الشتوي الذي يتجاوز فيه المتر المربع الواحد أحيانا 50 آلف درهم، هو أنصع مثال على مواصلة استنزاف ممتلكات هذه المدينة، قي الوقت الذي كان على حزبكم أن يطالب المستفيدين من عملية التفويت بحقوق ساكنة المدينة عن سنوات استغلال العقارين والتي تزيد عن ثلاثين سنة.
ولعل كواليس المجلس الجماعي والنافذين فيه يعرفون حق المعرفة، كما تعرف أنت يا سيد بولحسن، أن واحدا من كبار شياطين الفساد المتدثر في عباءة الملائكة هو من كانت له الكلمة الفصل في تمرير عملية التفويت تلك، والتي تشتم فيها بعض من روائح فضيحة كازينو السعدي.
وأخيرا، أقول لك السيد بولحسن وأنت لا زلت تتلمس طريقك في درب الانتخابات وليس في درب السياسية، لأن السياسية أرقى وأنبل مما يجري في دواليب مجلسكم، (أقول لك) إذا كان زعيمكم عبد الإله بنكيران لا يملك الشجاعة لمحاربة الفساد والمفسدين، بل طمئنهم بقولته المدحورة “عفا الله عما سلف”، وإذا كان عمدتك بلقايد رفض تنصيب المجلس طرفا مطالبا بالحق المدني في ملفات الفساد بمراكش، فما عساك أنت فاعل؟ خاصة وأنك لا تملك لا السلطة التنظيمية داخل الحزب ولا السلطة القانونية داخل المجلس لفضح الفساد والمفسدين، أما الكلام الذي توزعه عبر المواقع الإلكترونية، فيصدق عليه قوله تعالى:” فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.