اخبار جهة مراكش | الأربعاء 20 يوليو 2016 - 12:04
سكوب.. تفاصيل حادثة سير حولت مخيم صيفي لتلاميذ الى فاجعة بشيشاوة + صور حصرية
توفيق عطيفي – شيشاوة
“ماتمشيش ابابا وتخليني مع من بغيت نبقا ننعس الى مشيتي” لعلها كانت اقوى وأولى صرخات التلاميذ مدينة اليوسفية الذين تحولت رحلتهم الى مخيم النادي النسوي الحي الصناعي بمدينة أكادير، الذي نظمته جمعية بلادي للتربية والتنمية – فرع اليوسفية – في اطار المخيمات الصيفية المنظمة مديرية الشباب والطفولة والشؤون النسوية في مدينة اكادير، أمس الثلاثاء 19 يوليوز، (تحولت) الى كارثة طرقية، بعد انقلاب سيارة للنقل المدرسي على مستوى النقطة الكلمترية 158300 للطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش واكادير. الحادثة المأساوية وقعت قرابة 20:25 من ليلة أمس الثلاثاء، على بعد 300 متر من مقهى الجفاف بجماعة السعيدات في اتجاه مدينة شيشاوة، بعد أن ضغط مفاجئ للسائق على فرامل سيارة “نوع ستروين”، وانقلبت السيارة التي كان على مثنها 25 شخصا، 19 تلميذا وخمسة مؤطرين وسائق سيارة النقل المدرسي، مما افقد السائق قدرة السيطرة على مقودها، حيث قالت مؤطرة نجت بأعجوبة من الحادث في تصريح لطاقم “مراكش الان” الذي كان بعين المكان: “مع الهبطا ديال الطريق، والدراري شي كان ناعس مع العيا وشي كان فايق، شفور مقدرش اتحكم فالسيارة وقالينا شهدو الدراري غنتقلبو وبدات السيارة كتقلب بوحديتها اكثر من اربعة المرات، حتا لقينا راسنا مليوحين فالارض حنا وحوايجنا والدمايات كتسيل”.
شهادة المؤطرة أكدها عدد من المواطنين، الذين شهدوا تفاصيل الحادثة لحظة بلحظة كما لو اننا امام فيلم هوليودي في احدى القاعات السينمائية، حيث أكد سائق سيارة خفيفة كانت قادمة في الاتجاه المعاكس:” الله احفظنا وحفظهم صافي اما راه كانت الامور غتزاد فالصعوبة لو ان سيارة النقل المدرسي تلاقات لينا مع الرموك، الله لطف بهم وخرجات السيارة قبل وطاحت فالحاشيا”.
وبمجرد أن رست السيارة موضوع الحادثة في مكانها، بدأت سيارات وحافلات المارة تقف بجانب الطريق الوطنية رقم 8 من اجل تقديم المساعدة للجرحى، وبدأت الهواتف تتحرك في اتجاه مركز الاتصال التابع للوقاية المدنية بتكنة شيشاوة والى قسم الشؤون العامة بعمالة اقليم شيشاوة من أجل التدخل العاجل، وكان أول من وصل لمكان الحادث أفراد الوقاية المدنية، الذين كانوا مرة أخرى في الموعد وبمساعدة من المواطنين ممن تصادف تواجدهم مع الحادث، وبدأت عملية نقل المصابين الذين يتواجدون في وضعية حرجة بدءا بالمدعو ( عبد الجبار.غ) والطفل (طه.ب) واطفال وضعوا بجانبهم والذين بمقدورهم الجلوس والحركة، وبعد ذلك التحقت بعين المكان تعززت الاسعافات بسيارتين تابعتين للوقاية المدنية برئاسة القائد الاقليمي للزقاية المدنية، وبدأ تقاطر السلطات الاقليمية الى مكان الحادثة المروعة وفي مقدمة المسؤولين الكاملي عامل اقليم شيشاوة والسلطات المحلية ورئيس جماعة السعيدات وكان اخر من التحق هو نائب القائد الاقليمي للدرك الملكي رغم أن عدا من المواطنين ربطوا به الاتصال في أكثر من مناسبة.
كما تميزت عملية انتشال الضحايا، بانخراط جميع الفئات من المارة من نساء وأطفال والسلطات الاقليمية في مواساة الناجين ومحاولة تخفيف اثر صدمة الفاجعة، وتقاطر سيارات الاسعاف التابعة للمجلس الاقليمي وللجماعات المجاورة ( السعيدات، سيدي بوزيد، ايت هادي، شيشاوة، اهديل..)، فيما انشغل المسؤولين الاقليميين في البحث عن وثائق السيارة للوصول الى هوية الضحايا وعائلاتهم واجراء الاتصال بالسلطات الصحية لاقليم شيشاوة لاستنفار اطقمها الطبية وعامل اليوسفية لاخبار عائلات الضحايا، خاصة بعد العثور على لائحة “القائمة العامة لأماء المستفيدين”.
الفاجعة استنفرت جميع الأطقم الطبية التابعة لمستشفى الاقليمي محمد السادس بما في ذلك الاحتياطية منها وحتى تلك التي كانت في حالة رخصة، والعناصر الأمنية التابعة لمفوضية الشرطة بشيشاوة، حيث تجند الجميع من اجل اسعاف الجرحى وتقديم الاسعافات الضروية وتوجيه الحالات الحرجة الى مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي ابن طفيل بمراكش، حيث تم ارسال 17 حالة متفاوتة الخطورة، فيما لفظ الطفل (طه.الب) انفاسه الأخيرة داخل قاعة الصدمات بقسم المستعجلات، فيما باقي الحالات تم الاحتفاظ بها بالمستشفى الاقليمي بشيشاوة الى حين وصول ذويهم من مدينة اليوسفية الذين أصيبوا هم الاخرون بصدمة قوية من هول الكارثة التي حلت بفلذاتهم.
كما حل بمستعجلات المستشفى الاقليمي الكونونيل ابن عشير نائب رئيس القائد الجهوي للدرك الملكي بمراكش ( انظر الصور) رفقة مساعدين له، حيث اطلع على حالة بعض الجرحى بمعية العامل الاقليمي.
