اخبار جهة مراكش | السبت 17 ديسمبر 2016 - 08:05

خبراء يدققون في مراكش ضمن التعاون التجاري بين المغرب وأمريكا

  • Whatsapp

مراكش الآن – عن هسبريس (ابراهيم المغراوي)
عالجت الجلسة الأولى في اليوم الثالث من الدورة الخامسة لـ”الحوارات الأطلسية”، التي تحتضنها مدينة مراكش، موضوع “التجارة عبر المحيط الأطلسي.. تجربة نموذجية للتعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب”، بغية مقاربة سلبيات وإيجابيات اتفاقية التبادل الحر بين البلدين.
وأوضح محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية في حكومة تصريف الأعمال، أن اتفاقية التبادل الحر قرار شجاع سيجلب منافع للاقتصاد الوطني على المدى الطويل، مستدلا بحجم الصادرات المغربية التي تضاعفت ثلاث مرات بين سنة 2005 و2015، فيما بلغت الواردات من بلاد العم سام أربع مرات.
وأورد بوسعيد، في مداخلته خلال الجلسة، “أن المغرب اختار اقتصادا منفتحا؛ وهو جعله يوقع 55 اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات والمتحدة الأمريكية وغيرها من الدول”، مشيرا بلغة متفائلة إلى “أن منافع العولمة أكثر من مضارها”.
ومن أجل منافسة الاقتصاد الأمريكي القوي والمتطور والمبادر، طالب المسؤول الحكومي نفسه المقاولة المغربية بتقوية ذاتها والتسلح بالقدرة على المغامرة والتدبير العقلاني للإنتاج والتسويق، و”حينئذ ستجد هذه المؤسسات أن الشراكة المذكورة تيسر لها طريق الربح”.
ورفض بوسعيد حجج التيار السياسي المحافظ، الذي يعلي من سلبيات الاتفاقية السابق ذكرها، مستندا على ما تجلبه من فرص الشغل، ومؤكدا “أن الدولة المغربية تعمل على التخفيف من أضرارها على قطاعاتنا الاقتصادية، بتكييفها مع سياقنا وبيئتنا التجارية”.
وأبرز المسؤول المغربي “أن الشراكة ستكون نافعة للشريكين مستقبلا”، ثم نبه إلى “أن عشر سنوات في عمر النمو الاقتصادي زمن ضئيل لا يعتد به”؛ فاتفاقية التبادل الحر المشار إليها تعتبر فرصة لتأهيل الاقتصاد، حسب الوزير الذي أكد على ضرورة مصاحبة المقاولات ودعمها، لأن “بعض القطاعات عانت من الاتفاقيات، فيما برزت مجالات أخرى على المستوى الماكرو اقتصادي”، يؤكد بوسعيد.
وزاد الوزير عينه قائلا: “أصبح المغرب مركز جذب للمستثمر الأمريكي، بفضل استقراره السياسي والاقتصادي ونضجه الصناعي وبنيته التحتية”، ولكونه مدخلا للسوق الإفريقية. ومن ثم، فالاتفاقية السابق ذكرها مهمة، لأن “المجال الاقتصادي يشكل أولوية لنا لخلق مناصب شغل، والقضاء على ما نعانيه من بطالة الخريجين وغيرهم، وضمان اقتصاد المستقبل”، يختم بوسعيد.
من جانبه، ركّز جاك ماركيل، حاكم ولاية ديلاوير الأمريكية، على أنسنة منافع التجارة، ومواجهة التصورات السلبية غير الواقعية التي تهدد مناصب شغل أمريكية، مشيرا إلى أن الهيئة الناخبة “تهدد بخطابات وتدابير تدعي أن لها نوايا حسنة؛ ولكنها قد تؤثر على بلادي”، حسب تعبيره.
“نعمل على توفير شراكات حقيقة، وتحسين مستوى التصدير”، يورّد الحاكم ذاته، “أن معظم الثروات لن تخلق مستقبلا في الولايات المتحدة الأمريكية”، لذا يجب “توجيه الرأي العام نحو الجوانب الإيجابية للتبادل الحر باعتباره يخلق مناصب شغل”.
وتابع الحاكم السابق ذكره مشيرا إلى أن”17 في المائة من الأمريكيين يتقاضون أجورهم من قطاع التصدير”، مؤكدا “أن التجارة ساعدت أكثر من أي شيء آخر، وحين يتضرر البعض يجب أن نوفر له الدعم، أما التراجع فغير ممكن”، يقول ماركيل؛ لأن نجاح القطاع الاقتصادي المذكور رهين بتأسيسه على قيم العدالة والإنصاف.
وأكد حاكم ولاية دلاوير المشار إليه أن المغرب يعتبر درسا لدول أخرى، بفضل استقراره السياسي والاجتماعي وحركية قطاعه الاقتصادي وبنيته التحتية المتقدمة ويده العاملة الماهرة، ولأنه يشكل معبرا للقارة الإفريقية؛ وهو “ما يجعلنا جد متفائلين بإمكانية جعل التبادل التجاري الحر أكثر إنسانية”، على حد قول جاك ماركيل.