اخبار جهة مراكش | الإثنين 10 أبريل 2017 - 10:56

أكاديميون وشعراء يكرمون العلامة اللغوي عبد الجليل هنوش العميد السابق لكلية الآداب بمراكش بحضور الفيلسوف طه عبد الرحمان

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – مراكش الآن
بحضور الفيسلوف المغربي طه عبد الرحمان والعشرات من الأساتذة الجامعيين والباحثين والأكاديميين، جرى عصر يوم أول أمس السبت 8 أبريل، بقاعة الندوات بمؤسسة البشير تكريم العلامة واللغوي عبد الجليل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية السابق بجامعة القاضي عياض، بمدينة مراكش، وذلك بتنظيم من مؤسسة البشير للتعليم الخصوصي بتعاون مع اتحاد كتاب المغرب فرع مراكش، وكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القرويين وماستر البيان العربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
وافتتح الحفل التكريمي بكلمة خالد بالخلفي مدير عام مؤسسة البشير، أكد فيها أن هدا اليوم الاحتفائي، يأتي إطار الاعتراف بجهود الدكتور هنوش في التأسيس البياني لبلاغة اللغة العربية، انطلاقا من وعيه بأهمية اللغة الأم، وأن علامة وعيه يعكسها في كتابه “التأسيس البلاغي للغة العربية”، بالمعنى الذي صور فيه العلامة هنوش العربية كرمز حضاري لا أداة للتواصل، مشددا أن الحاجة لأمثاله أصبحت ملحة في زمن يحتاج لتصحيح البنى الثقافية واللغوية يقول بالخلفي.
وعقب ذلك قدم الدكتور والخطاط المغربي محمد البندوري “بورتريه” لمعرض الصور في صيغة شريط على إيقاع أوثار العود العربي الأصيل، عنه بمسيرة ناقد، يستعرض مختلف مراحل المحتفى به من الطفولة إلى الجامعة المغربية وصولا إلى القاهرة بمصر الشقيقة طالبا وباحثا في لغة الضاد وأسرارها ما بين 1984 و1991.
وتميز هذا الحفل الأكاديمي الذي يعكس قيم أهل العلم، بتقديم العلماء والأكاديميين والشعراء والطلبة الباحثين، شهادات في حق المحتفى به، حيث اعتبر الدكتور عباس أرحيلة، صاحب “مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي وهاجس الإبداع”، أن هدا اليوم الاحتفائي جعل من مراكش تعرف حدثا ثقافيا متفردا لمساءلة مسار الرجل والعلامة هنوش.
وكان من أبلغ وأقوى الشهادات، تلك التي قدمها الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان، حيث وصف هذا الأخير الأكاديمي هنوش بالإنسان المبين، ولم تخلوا كلمة طه من التأصيل المفهومي كهوس منهجي يرافق الرجل في أعماله ولا في جلساته مع محبيه، حيث كشف أن الشهادة لها حمولة عميقة بما هي لغة الأمانة ولغة الوصف، وقال:”فلئن كان لقد اختار الاشتغال بالأدب والبلاغة، فإنه لم يكن يجافي الفلسفة أو يخاصم أهلها، بل كان يقرأ نصوصهم وينظر فيها، فإذا أن الإقبال على الفلسفة لم يمنعه من أن يقرأ هذه النصوص أو ينظر فيها، لا بعين المتفلسف خائضا في تجريداتها وتعقيداتها، وإنما بعين الأديب متأملا في تعابيرها وتراكيبها، وهكذا فقد ظل بقربه من الفلسفة يحافظ على مسافة منها، لا استبعادا لها ولا تشكيكا فيها، وإنما شعورا مبكرا في الحاجة إلى القول المبين، يحبب إليه دقيق مطالبها وجليل دعاويها”.
وحول طبيعة العلاقة القائمة بين الفيسلوف طه عبد الرحمان الدكتور هنوش، قال الأول في شهادته التي اسرت المئات من الحضور الذين ملئوا قاعة الندوات عن آخرها، بأنها علاقة الأخ بأخيه وعلاقة الأب بابنه، دن أن يفوت الفرصة للنبش في المنهج العلمي للمحتفى به، وقال:”هنوش بلغ في علمه مبلغ المبدعين إنه العلامة”.
بدورهم طلبة ماستر البيان العربي، قدموا شهادة في حق أستاذهم، حيث جاء في كلمتهم:”جدد فيه القاضي عياض ثقته أكثر من مرة ، واستأمنه على سر كريمته الكبرى ولذلك تجد أسوارها ومنابرها تهمهم وتنطق بعزه : لا مهرب لك عني ولا عن دربي محيد تقول ودمعها يجري كما ترى يكلفني حبـه ما لا أطيق جهيد وقلوب وفية لو جُدتم حبوا بوصلها لجاءتكم تسابق الريح وتزيد مراكش تزهو في فرح وحق لها الفخر أن بمثلكم أرضها تميد عيل صبري تقول القاهرة، والشوق فاتك قربكم أنشد ولو أنكم مني بعيد يحاكيكم أستاذنا من يحاكي فلا يجيد أقلام جاحدة أنى لها أن تصيد من عزمكم ما تصيد أما نحن فلا نزال في لحن وفائكم نبتدي”.
والى ذلك أكد الدكتور عبد الجليل هنوش، في تصريح خص به “مراكش الآن” على هامش اللقاء، أن الاحتفاء يبدو في ظاهره احتفاء بالشخص، إلا انه في عمقه الفلسفي والدلالي احتفاء بالقيم التي يمثلها الشخص المحتفى به، وأن الناس تجتمع على القيم لا على الأشخاص، من قبيل قيمة المحبة والعمل الجاد والحرص على العلم ومكانة الجامعة، التي كانت هي القيم المشتركة لكل الذين حضروا الاحتفاء.
واعتبر اللغوي هنوش، هذا النوع من الاحتفاء وبالمستوى الذي احتضنته مؤسسة البشير، تذكير للناس بنوعية القيم التي ينبغي أن تسود في المجتمع، وقال:” وفي هذا اللقاء حضرة المحبة التي جمعت المحتفى به مع زملائه وطلبته وطبعت مسيرته الإدارية، وقد كان عملي الإداري بكلية الآداب مرتبطا بتصور أخلاقي جعل المحبة مركزا لكل القيم والتصرفات الإدارية، مما جعل قلوب جميع العاملين والأساتذة والطلبة تتوافق على هذه القيم، وأظن حضورهم المكثف في هذا اليوم كان من أجل المحبة أكثر من الاحتفاء بالشخص”.
وقال ذات المتحدث ل “مراكش الان”: “أنا سعيد بهذا الحفل التكريمي الذي نظمته مؤسسة البشير العامرة وفرع اتحاد المغرب وكلية اللغة العربية بدعم من المجلس الجماعي لمراكش وغرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش اسفي وجمعية الأعمال الاجتماعية بايت أورير واشكر كل من دعم هذا اللقاء، وأخص بالذكر ولاية مراكش وولاية الأمن وكل السلطات العمومية التي سهرت على رعاية هذا اللقاء، وأشكر السادة العلماء وشيوخي وأساتذتي وزملائي وطلبتي الذين ساهموا سواء في قراءة بعض الأعمال التي أنجزتها أو تقديم شهادات متميزة شعرية أو ونثرية لشعراء كبار أمثال اسماعيل زوريق وعبد الحميد الشمسدي وعزيزة العميري، واعتز اعتزازا كبيرا بشهادة الفيلسوف العربي المبدع طه عبد الرحمان الذي أسعدني بحضوره في اللقاء وكلمته العميقة البليغة ذات المعاني الفلسفية العميقة، والتي تؤرخ لعلاقة فكرية بين طالب وأستاذه، واشكر أيضا أستاذي عباس أرحيلة الذي قدم شهادة عن علاقتي القديمة به منذ أن كنت طالبا بين يديه في سلك الإجازة إلى اليوم، كما اشكر السادة الأساتذة العلماء الذين قدموا شهادة في حقي مثل الدكتور مصطفى أبو حازم، الدكتور محمد ايت الفران، الدكتور محمد الطوكي، الدكتور عبد القادر حمدي، الدكتور عبد الجليل أمين، الدكتور علي واسو، وأخيرا اشكر طلبة الدكتوراه والماستر الدين ساهموا في تنظيم هذا اللقاء وحسن انجازه، وشكر كذلك ممثلي وسائل الإعلام الوطني والصحافة الجهوية الالكترونية الدين تربطهم بي علاقة خاصة بما هي مفعمة بقيم الاحترام والتقدير المتبادل”.