دولية | الثلاثاء 8 مايو 2018 - 13:06

الفرنسيون منقسمون حول حصيلة ماكرون بعد عام من توليه الحكم

  • Whatsapp

تمر الاثنين 7 ماي 2018 سنة كاملة منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى سدة الحكم في فرنسا. وبالرغم من أنه يحظى بتأييد قسم من الفرنسيين لنشاطه وعزمه على تحسين الأوضاع الاقتصادية، إلا أنه يواجه انتقادات لاذعة ممن يصفونه برئيس “الأغنياء”.
يطفئ إيمانويل ماكرون الاثنين 7 ماي شمعته الأولى كرئيس لفرنسا في جو اجتماعي “متوتر” تتخلله إضرابات تمس قطاعات اقتصادية عدة، مثل قطاعي النقل والطب إضافة إلى الإضرابات التي تشل بعض الجامعات والمعاهد الفرنسية.

وكان إيمانويل ماكرون (40 سنة) انتخب رئيسا لفرنسا في 7 ماي 2017 خلفا لفرانسوا هولاند بعد أن فاز على مرشحة الجبهة الوطنية بـ 66.10 بالمائة من الأصوات مقابل 33.90 بالمائة لصالح مارين لوبان.

وتميزت السنة الأولى من زمن العهدة الرئاسية “الماكرونية” بإصلاحات عديدة، أبرزها إصلاح قانون العمل لجعله أكثر ليونة وأكثر مساندة لمصالح أرباب العمل وملاك الشركات الاقتصادية. ما أدى بالعديد من النقابات العمالية والمتقاعدين والطلبة إلى الخروج في إضرابات عامة ومظاهرات، تنديدا بهذا القانون الذي وصف بـ «غير المنصف” للعمال. لكن الرئيس الفرنسي علل هذا الإصلاح العميق لقانون العمل، برغبة في تحسين الوضع الاقتصادي الفرنسي ومحاربة البطالة التي تطال فئات اجتماعية عديدة.
ويشير استطلاع للرأي نشره معهد “إبسوس” أن 55 بالمائة من الفرنسيين غير راضين عن سياسة الرئيس ماكرون، فيما تتراوح نسبة مؤيديه بين 40 و45 بالمائة. لكن أكثر من سلفه فرانسوا هولاند الذي قضى أربع سنوات في قصر الإليزيه بشعبية متدنية لم تتجاوز 40 بالمائة من المؤيدين باستثناء السنة الأولى.

وفي تصريح لإذاعة فرنسية، قال ريتشار فيران مسؤول الكتلة البرلمانية لحركة «الجمهورية إلى الأمام” التي ينتمي إليها الرئيس ماكرون “من الطبيعي أن يحتج الفرنسيون إزاء الإصلاحات والأفكار الجديدة التي يطرحها ماكرون لأنهم في الحقيقة يريدون أن يتحسن الوضع الاقتصادي في أسرع وقت ممكن”. وأضاف “الاحتجاجات التي تشهدها بعض القطاعات تدل أن الرئيس لم يبق مكتوف الأيدي خلال السنة الأولى من عهدته، بل تحرك بقوة وسيتحرك أكثر في المستقبل لأن هدفه الأسمى هو تحسين ظروف معيشة الفرنسيين وتجسيد كل الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية على أرض الواقع”.

ماكرون رئيس “الأغنياء”

من جهته، أضاف جان دانيال ليفي من معهد “هاريس أنتراكتيف” في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه “رغم انقسام الفرنسيين تجاه أداء إيمانويل ماكرون، إلا أن هناك نقطة واحدة تجمعهم، وهو أنه يعمل” ويقوم “بواجباته” كرئيس للبلاد.

فمن الناحية الإيجابية، يعتبر الرئيس الفرنسي في أعين الفرنسيين “نشيطا” و “جريئا” و”حازما” في رغبته في تغيير فرنسا والالتزام بما وعد به. وهذا ما أكده استطلاع آخر أجراه معهد “إيلاب” للدراسات ومكتب “إيفستون” الاستشاري حيث أظهر أن 69 بالمائة من الفرنسيين يرون فيه رئيسا “إصلاحيا، فيما وصفه ربع الذين شاركوا في هذا الاستطلاع بالرجل “الديناميكي” و”الفعال”.
أما من الناحية السلبية، فينظر إلى ماكرون أنه “رئيس الأغنياء” لا يبالي بوضع الفقراء والأحياء الشعبية والأرياف. الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ذهب أبعد من ذلك إذ وصفه بـ “رئيس الأغنياء الكبار وليس فقط الأغنياء العاديين” خلال حوار تلفزيوني مع قناة فرنسية بداية الشهر الجاري. فيما اعتبر 51 بالمائة من الذين استطلعت آراؤهم من قبل معهد “إيلاب” أن “سياسته غير عادلة”.

ورغم محاولاته العديدة لطمأنه الفرنسيين بأنه “رئيس الشعب الفرنسي بأكمله” وليس فئة معينة من المجتمع، إلا أن صورة ماكرون لم تتغير كثيرا لدى الفرنسيين رغم الخطابات والتصريحات التي قام بها مؤخرا عبر وسائل الإعلام.

على المستوى الأوروبي والدولي، يرى مساعد مدير عام معهد ” أوبنيون واي” برينو جانبار أن ماكرون في “طريقه أن يصبح قائدا جديدا لأوروبا” رفقة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وقال:” إن رد ماكرون على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اتفاقية المناخ ولدى استقباله فلاديمير بوتين في باريس أثبت مكانته الرئاسية بسرعة، وهي ميزة سيحتفظ بها مهما حصل خلال ولايته الرئاسية”، منوها في الوقت نفسه بـ” أن عدد الداعمين لماكرون من اليسار تقلص كثيرا بينما عدد مؤيديه من اليمين في تزايد حقيقي”.

وإلى ذلك، لا يزال حوالي 40 بالمائة من الفرنسيين يقولون إنهم “ينتظرون رؤية نتائج سياسة ماكرون” على أرض الواقع. ويرى بعض متتبعي السياسة الفرنسية أن غياب بديل قوي لماكرون يملك مصداقية سياسية عزز من مكانة الرئيس الفرنسي الحالي ورفع من رصيده السياسي، لاسيما بعد الانتخابات الرئاسية الماضية والتي أطاحت بالأحزاب التقليدية من اليمين واليسار.
فرنس 24