اخبار جهة مراكش | الخميس 17 مايو 2018 - 19:57

خبراء في المحافظة على التراث يسائلون المشرفين عن ترميم مدرسة ابن يوسف بمراكش

  • Whatsapp

حسن الخلداوي – مراكش الآن

في الوقت الذي قدم امام الملك محمد السادس، بداية الاسبوع الجاري، برامج تثمين المدن العتيقة للرباط ومراكش والبرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس وكذا توقيع الاتفاقيات المتعلقة بها، يصر بعض المسؤولين بالمدينة الحمراء على معاكسة التوجهات الملكية بالعبث بالمعالم الاثرية والدينية عبر ترميمها بوسائل وادوات تفقدها عبقها الحضاري والتاريخي.
وعلاقة بالموضوع، اصدر ثلاثة خبراء مهتمين بالمحافظة على التراث المعماري وثيقة “اطلاع 1” تساءل طريقة ترميم مدرسة ابن يوسف بتراب مقاطعة مراكش المدينة.

وتضمنت الوثيقة الموقعة انه على اثر الزيارة التفقدية التي قام بها كل من محمد بنشقرون، رشيد الهدى وسمير أيت أومغار، بصفتهم خبراء مهتمين بالمحافظة على التراث المعماري، مؤرخين وأساتذة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، إلى المجال المجاور لورش أشغال الترميم التي تخضع لها المعلمة التاريخية مدرسة ابن يوسف، حيث بينت لهم مجموعة من الملاحظات، تتعلق بإعداد الخرسانة الحديدية للأعمدة والدعامات تهيأ بالمجال العمومي المجاور للورش، قصد استخدامها في أعمال الترميم داخل المدرسة، وإعداد الأعمدة والدعامات للبناية بالإسمنت المسلح، وإزالة الجدار الخارجي للمدرسة قرب مدخلها الرئيسي.

واضافت الوثيقة، أنه من خلال هذه المعاينة يمكن للمهتم بشأن المحافظة على التراث وترميم المباني التاريخية أن يطرح أكثر من سؤال:
* هل معالجة الجدار الخارجي للمدرسة قرب مدخلها الرئيسي، بإزالته جذريا، يمكن اعتبارها عملية خاضعة للمقاييس والضوابط والمعايير المعتمدة دوليا في ترميم المباني التاريخية؟ علما أن عملية الترميم لا تقتضي إزالة أجزاء من الأبنية التاريخية وإعادة بنائها من جديد. بل يمكن القول أن القيام بهذا العمل يمكن اعتباره محوا للشواهد التاريخية المكونة للمعلمة، وتحريفا للقيمة التاريخية والأركيولوجية لمكون من المكونات الأساسية لها.
* هل عملية الترميم للمعلمة التاريخية مدرسة ابن يوسف تتم طبقا لقوانين الفن المعمول بها دوليا؟ ذلك أن استعمال الخرسانة والإسمنت المسلح لا يمكنها إلا أن تشوه الرصيد التراثي للمعلمة باعتبار أن هذا الإجراء التقني المعتمد على الخرسانة والإسمنت المسلح لا يقتدى به إلا نادرا في حالات خاصة يصعب فيها اللجوء إلى تقنيات ومواد بناء متلائمة مع طبيعة خاصيات المعلمة، لاسيما وأن المغرب يعتبر من بين الدول الأولى التي بادرت إلى التوقيع على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحافظة على التراث.
* وهل هناك من سياسة لترميم المعالم التاريخية ببلادنا؟ (النبذة التاريخية – الدراسة الأركيولوجية – العناصر التي يجب المحافظة عليها – الخبرات التقنية – التقنيات المختصة – استغلال المرافق – الميزانية – المقاولات المختصة في عملية الترميم – مكاتب الدراسات المختصة).
* وهل بمثل هذا التدخل يمكن أن نسجل عدم انسجام عملية ترميم هذه المعلمة مع كون مراكش مسجلة ضمن لائحة المدن المصنفة تراثا عالميا؟ هذا في الوقت الذي يلاحظ فيه، أن الإستغلال المنفعي للمرفق يعتبر هدفا أساسيا لمشروع الترميم الذي يقوم بتجاهل القيمة التاريخية والمعمارية للمعلمة.
* هل بإنجاز شريط عند نهاية أشغال عملية الترميم يكون هدفه إعطاء صورة بمَكْيَجة مُعينة تخفي مضمون مبادئ الترميم، سيكون فاحصا، شاملا، علميا ومعبرا تعبيرا دقيقا لإشكالية ترميم هذه المعلمة؟
واوضح الخبراء الثلاثة، أنه في حال ما تقرر إعداد شريط لعملية ترميم مدرسة ابن يوسف، وجب استحضار جميع الإجراءات ومواد البناء المستعملة لتسليط الضوء على مراحل عملية الترميم، وذلك منذ البداية إلى استكمال أشغال الورش. في هذه الحالة سيكون هذا الشريط بمثابة وثيقة تساهم في معرفة هذا التراث المادي للبشرية حاضرا ومستقبلا.
إن الهدف من طرح هذه الأسئلة يقول الخبراء، هو إثارة انتباه الرأي العام وصاحب المشروع على الخصوص إلى الاختلالات التي يمكن أن تصيب عملية ترميم هذه المعلمة التاريخية، وجعل هذا التدخل يمر في تطابق مع مضامين الاتفاقيات الدولية، ووفيا للانخراط في فلسفة التعامل مع التراث.