اخبار جهة مراكش | الأربعاء 16 يناير 2019 - 22:27

في حوار مثير.. مثلي مراكش يتحدث عن ميولاته ويؤكد: أعاني ارتفاعا طبيعيا لهرمون الأنوثة

  • Whatsapp

مثلي مراكش «شفيق» كان نجم السنة الجديدة، بعد أن تم توقيفه بأحد شوارع مراكش عقب حادثة سير وقعت له مع دراجة نارية ليلة رأس السنة الجارية، قبل أن يتم تصويره وهو يرتدي ملابس نسائية والتشهير به. هذا الحدث أظهر عن تحول داخل المجتمع المغربي «المحافظ» الذي عبر جزء كبير منه عن إدانته تصوير المثلي ونشر معلومات عنه، خصوصا الصور المأخوذة له داخل مقر الأمن. في هذا الحوار يتحدث شفيق عن مثليته وعن الحادث الذي نقله من عوالمه الحميمية الخاصة وجعله يصبح حديث الرأي العام، كما يتحدث عن الإجراءات التي قام بها للحصول على لجوء خارج المغرب.

كنت نجم أخبار رأس السنة بدون منازع.. أليس كذلك؟

لا ليس كذلك.. لم أكن نجما على الإطلاق، بل كنت ضحية على رؤوس الأشهاد للتشهير والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية والسلامة الجسدية، ولاحقا تم تسريب وثائقي الشخصية والمهنية، وقد كنت وقتها موضوع بحث قضائي تمهيدي في شأن حادث سير.

ولكنك صدمت الرأي العام بإخلالك العلني بالحياء العام…

(يقاطع) لا لم أقم بأي إخلال بالحياء العلني بالحياء العام، كنت داخل سيارتي، وفي حدود علمي المتواضع، فإن السيارة هي ملكية خاصة. لقد كنت أمارس حريتي الشخصية داخل فضاء خاصّ بي. وقعت لي حادثة سير، كنت سأتسبب في عرقلة لحركة السير لو توقفت بمكان ارتكابها، كان بإمكاني الفرار، ولكنني رجعت للاطمئنان على حالة صاحب الدراجة النارية الذي وقع لي الحادث المروري معه.

ولكنك كنت تقود سيارتك بالشارع العام وأنت ترتدي ملابس نسائية فاضحة وتضع باروكة.. أليس ذلك إخلالا بالحياء العام؟

لا أعرف في مراكش نفقا مظلما أو ممرا تحت أرضي أقود فيه سيارتي لكي لا يراني أي أحد، ولا تتحقق بالتالي ضدي أي من أركان جريمة الإخلال بالحياء العام… المسألة عادية وليس بها أي إخلال بالحياء العام… أنا من سأطرح عليك سؤالا، هذه المرّة، متعلقا بحالات أخرى مماثلة.. إذا كان أمر ارتدائي لملابس نسائية يعد جريمة إخلالا بالحياء العام، فلماذا لا تتم معاقبة الراقصة نور بالتهمة نفسها؟ وهي التي رفض القضاء تغيير اسمها من ذكر إلى أنثى في وثائقها الرسمية، ومع ذلك لازالت تدخل إلى الإدارات العمومية وتغادر من المطارات الوطنية وهي ترتدي أزياءً نسائية، بل تشارك في مهرجانات فنية، وتقدم وصلات الرقص بفضاءات عمومية.. هل يجب علي أن أمتهن الفن من أجل عدم التعرض للعقاب؟ إذا كانت نور تؤكد بأنها تعاني من اضطرابات هرمونية، فحتى أنا بدوري أعاني من ارتفاع طبيعي لهرمون الأنوثة ومستعد لإجراء خبرة طبية إذا كان هناك من ينفي ذلك.. ليس هناك في حدود علمي أي نص قانوني يستثني بعض الأفراد من المتابعة بالتهمة التي ذكرتها، فقط لأنهم شخصيات عمومية أو فنانات متحولات جنسيا، فيما يتابع بها باقي المواطنات والمواطنين المغاربة. لقد أوردت حالة الراقصة نور كمثال فقط، وليس لدي أي مشكل معها، بل أنا معجب بشخصيتها وأقدر معاناتها قبل إجراء عملية التحول الجنسي.

كان بإمكانك أن تقضي رأس السنة بالملهى وتعود بسلام لمنزلك مرتديا ملابس عادية…

أنا لم أفتعل أي مشكل، المشكل الحقيقي اختلقته الصحافة بتصوريها لي وأنا أتعرض للتوقيف بطريقة مهينة وغير مهنية، واختلقه رجال الأمن الذين تركوهم يصورونني في خرق فاضح للقانون، ولم يقوموا بأي رد فعل ضد الإهانة والتهديد بالاعتداء الجسدي علي من طرف بعض المواطنين.

اتهمت الشرطة بتسريب وثائقك.. ماذا عن صورك المسربة وأنت بملابس نسائية داخل ملهى ليلي؟

نعم.. أحد رجال الأمن قام بتصويري بهاتفه النقال داخل مقر الدائرة الأمنية 17 بحي “أبواب مراكش”، وأنا شبه عار وأرتدي لباسا نسائيا، كما صوّر بطاقتيّ الوطنية والعسكرية، وهو الذي قام بتسريبهما لاحقا للعموم، أما في ما يتعلق بتسريب صوري الشخصية، فلم أوجّه اتهامات صريحة لأية جهة، كل ما في الأمر أن هاتفي المحمول كان يحتوي على مجموعة من هذه الصور، وقد حجزته الشرطة لمدة ساعتين، وهناك احتمال آخر بأن تكون الصور المنشورة مأخوذة من صفحتي على الفايسبوك.

ألم تكن عائلتك تعلم بحقيقة ميولك الجنسية؟

لا، لم يكن لهم أي علم بذلك.. في كل مرة كانت عائلتي تحثني على الزواج وتكوين أسرة، كنت أتهرّب من إثارة الموضوع، وأتذرع بأنني لست مستعدا من الناحية المادية، قبل أن يقع الحادث ويصاب كل أفراد عائلتي بالصدمة. والدتي مريضة بارتفاع ضغط الدم وقد وصلتها الفيديوهات، فأصيبت بانهيار عصبي وأغمي عليها، أما شقيقي الكبير فلم يعد يستطيع الجلوس في المقهى مع أصدقائه بسبب الإحراج الذي أصبح يشعر به. الذين شهّروا بي بتلك الطريقة البشعة لم يكونوا في الحقيقة يهينونني شخصيا، بل قاموا بإيذاء أشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم يرتبطون بعلاقات عائلية معي…

ولكنك كنت تنشر صورك بملابس نسائية بصفحتك على الفايسبوك قبل الحادث.. ألم تكن حريصا وقتها على مشاعر عائلتك؟

صفحتي الفايسبوكية شخصية ولم يسبق لعائلتي أن اطلعت عليها.

كم مضى عليك من الوقت وأنت كما تصف نفسك «مختلف» جنسيا؟

منذ أن وعيت على هذه الدنيا.. المسألة ليست جديدة.

هل سبق لك أن تعرضت لأي حادث مماثل وأنت ترتدي زيا نسائيا؟

لا، لم يسبق أن تعرضت لأي اعتداء، لقد كانت المرة الأولى.

هل كان ميولك الجنسي سببا في فصلك من عملك السابق؟

لم تكن ميولاتي الجنسية المختلفة سببا في فصلي من عملي السابق. لقد كنت أتابع علاجا نفسيا وسبق أن أدليت بشهادات طبية في شأن حالتي النفسية للمؤسسة التي كنت أعمل بها، كما أدليت بالشهادات نفسها خلال تقديمي أمام النيابة العامة بابتدائية مراكش، التي تابعتني، في حالة سراح، بتهمة “الفرار بعد ارتكاب حادث مروري”، ولم ُيخل سبيلي إلا بعد أن أديت كفالة مالية قدرها 3000 درهم.

لوّحت باللجوء الإنساني إلى بلد أوربي.. هل هي مجرد مزايدة لتقمص دور الضحية؟

(يرد بحدة) ليست هناك أي مزايدات.. لقد اتصلت بالحركة البديلة للدفاع عن الحريات الفردية في المغرب “مالي”، وقد تكلفت رئيستها، ابتسام لشكَر، باتخاذ الإجراءات القانونية لطلب لجوئي الإنساني إلى بلد يحترم مواطنيه المختلفين جنسيا. أنا لا أزايد على أي أحد، لقد تعرضت للتهديد بالتصفية الجسدية على مواقع التواصل الاجتماعي، بإمكانك أن تقرأ بعض التعليقات على فيديو توقيفي لتتأكد من ذلك، بل إن التهديد كان على مرأى ومسمع من الشرطة لحظة توقيفي، ورغم ذلك ظل عناصر الأمن يضحكون وغير مبالين بما كنت أتعرّض له. الأخطر من ذلك هو أن عنواني الشخصي ظهر في وثائقي المسربة، ولذلك أصبحت أخشى على نفسي من أي رد فعل متطرف.

هل أصبحت تختزل كل المشكلة مع الشرطة؟

ليس لدي أي مشكل مع المديرية العامة للأمن الوطني، مشكلي فقط مع بعض رجال الأمن والمسؤولين الأمنيين بمراكش، الذين أهانوني وأخلوا بالتزاماتهم المهنية لحظة توقيفي، ومشكلتي أيضا مع بعض وسائل الإعلام التي نشرت الفيديوهات، بدون مراعاة لأخلاقيات مهنة الصحافة.

ألم تشف غليلك العقوبات التأديبية الصادرة في حق أربعة مسؤولين أمنيين؟

بالنسبة إلي العقوبات لا تعدو أن تكون سوى إجراءات إدارية احترازية.. المشكل أكبر بكثير من ذلك. منذ لحظة توقيفي وحتى تقديمي أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، لم يطرح عليّ أي مسؤول أسئلة حول ما تعرّضت له من تشهير وإهانة من طرف رجال أمن، وسب وشتم وتهديد بالقتل من طرف مواطنين أمام الشرطة، لم يسألني أحد عن الرضوض والكدمات التي أصبت بها، كانت كل الأسئلة تتمحور حول هل كنت أقضي سهرة بإحدى العلب الليلية؟ ومع من كنت أقضيها؟ إلى أن تقدم المركز الوطني لحقوق الإنسان بشكاية لدى الوكيل العام للملك، ليتم فتح بحث قضائي تمهيدي، ويجري الاستماع إلى إفادتي في شأن ما تعرّضت من تشهير ومعاملة حاطة بالكرامة الإنسانية والسلامة الجسدية، وتسريب لوثائقي الشخصية وأنا موضوع بحث تمهيدي.

هل تلقيت دعما من جمعيات وطنية أو دولية تُعنى بالدفاع عن حقوق المثليين جنسيا؟

أجريت حوارات صحفية مع العديد من وسائل الإعلام الاسبانية والفرنسية، أما فيما يخص الجمعيات الحقوقية، فلقد حظيت بدعم ومساندة حقوقية وقانونية من طرف المركز الوطني لحقوق الإنسان، برئاسة محمد المديمي، وحركة “مالي”.

ماذا بعد الشكاية في حادث تسريب وثائقك؟

أنا بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية للتقدم بشكايات للقضاء ضد من قاموا بتصوير وبث فيديوهات توقيفي.

 

المصدر: اليوم 24/ عبد الرحمان البصري