مجتمع | الأحد 3 فبراير 2019 - 08:15

مؤسسة “برينتروست”.. إنجازات المغرب الاقتصادية تعتبر نموذجا لإفريقيا

  • Whatsapp
أفادت مؤسسة (برينتروست) الجنوب إفريقية بأن المغرب تمكن من بناء قاعدة اقتصادية وصناعية قوية، من خلال الاستفادة من مزايا عديدة تشكل قوة المملكة، من قبيل الاستقرار السياسي والموقع الجغرافي الاستراتيجي.
وأوضحت المؤسسة، في دراسة تحليلية تسلط الضوء على مشاريع التنمية الاقتصادية واللوجستية الناجحة في إفريقيا على غرار ميناء طنجة المتوسط والمناطق الصناعية بإثيوبيا، أنه عكس بعض البلدان الإفريقية التي لا تزال تشكك في التجارة الحرة ودور القطاع الخاص، فإن المغرب “يعيش الحاضر ويبني المستقبل”.
وأبرز غريغ ميلز، صاحب الدراسة التحليلة ، زخم التحديث الذي يميز المملكة، لاسيما في مجال البنيات التحتية الطرقية التي تضاهي مثيلاتها في الدول الأوروبية.
وسجلت المؤسسة، التي تتخذ من جوهانسبورغ مقرا لها، أن المملكة عززت شبكة النقل الخاصة بها مع إطلاق القطار فائق السرعة (البراق)، مضيفة أن هذا المشروع الذي اكتمل بعد 10 سنوات من التخطيط والبناء، قد قلص وقت الرحلة من الدار البيضاء إلى طنجة (350 كلم) إلى ساعتين فقط.
واعتبر المصدر أن طنجة تتموقع في صلب زخم التحديث الذي يعرفه المغرب، البلد الذي استطاع الحفاظ على تقاليده، موضحا أن هذه القدرة على التحديث مع الحفاظ على الطابع الحضاري والثقافي الأصيل للمملكة قد مكن اقتصادها من تسجيل معدل نمو سنوي يقارب 5 في المائة منذ ما يقرب 15 سنة.
وأضافت المؤسسة أن هذا النمو القوي والمطرد تساهم فيه بالخصوص الاستثمارات الأجنبية، التي تجذبها عدد من العوامل، بما في ذلك الاستقرار السياسي ووجاهة السياسات التنموية وتحديث البنية التحتية.
وبتسليطها الضوء على ميناء طنجة المتوسط الاستراتيجي، أبرزت مؤسسة (برينتروست) أن تحديث منطقة البوغاز يرتكز على تنمية هذا الميناء الجديد، وإحداث ثلاث مناطق حرة (المنطقة الحرة الأصلية لطنجة التي افتتحت سنة 2000، ومنطقة رونو طنجة المتوسط، والمنطقة الخاصة بصناعة السيارات)، علاوة على إحداث منطقتين صناعيتين بتطوان.
وأضاف المصدر أنه باستثمار بلغت قيمته ثمانية مليارات دولار أمريكي حتى الآن، مكنت هذه المشاريع من توظيف 80 ألف شخص، مشيرا إلى أنه برقم معاملات يناهز سبعة ملايير دولار أمريكي، تعد هذه المنطقة الأكبر في إفريقيا.
 
وسجلت الدراسة أن طنجة اكتسبت سمعة دولية كمركز لصناعة السيارات، مضيفة أنه في سنة 2018، أنتج المغرب 430 ألف سيارة، وهو رقم يضع المملكة في طليعة الدول الإفريقية في مجال صناعة السيارات.
 
وبالرجوع إلى ميناء طنجة المتوسط، سجلت المؤسسة أنه بـ 3,5 مليون حاوية، و500 ألف سيارة، وثلاثة ملايين مسافر يمرون سنويا عبر هذه البنية التحتية الضخمة، يعتبر ميناء طنجة المتوسط، الميناء الأكثر نشاطا في القارة الإفريقية.
 
وأوضح المصدر أن المغرب يطمح إلى جعل هذا الميناء الأكثر تطورا في إفريقيا، وذلك من خلال تعزيز بنيته التحتية وجذب أكبر الشركات العالمية للاستقرار فيه.
 
وأضافت المؤسسة أن المملكة أبرمت اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج، والتي تمثل أسواقها 1.6 مليار مستهلك وما يقرب من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مشيرة إلى أن المغرب وضع، في زمن يتميز بتراجع العولمة، الولوج إلى الأسواق الغنية في صلب سياسته الخارجية.
 
وبخصوص الازدهار الذي تشهده القطاعات الصناعية الرئيسية الأخرى في المغرب، بما في ذلك قطاع الطيران، سلطت المؤسسة الضوء على الجهود الهامة التي يبذلها المغرب لخلق فرص عمل للشباب، وهي جهود تفرض نفسها، من حيث جدواها ونجاحها، كنموذج لإفريقيا التي تحتاج إلى معدل نمو سنوي متوسط قدره 7 في المائة لرفع التحديات العديدة التي يواجهها تشغيل الشباب.
 
يذكر أن مؤسسة (برينتروست)، التي تم إحداثها سنة 2004 من قبل عائلة أوبنهايمر، تعمل في مجال تطوير الاستراتيجيات الرامية إلى تسريع التوسع الاقتصادي في جنوب إفريقيا وفي الدول الإفريقية الأخرى.
 
ونظمت المؤسسة منذ إنشائها لقاءات منتظمة مع أكبر مفكري وسياسيي العالم، بغية تدارس سبل تحسين النمو والتنمية الاقتصادية في القارة، كما أنها تتوفر على خبراء وأخصائيين يعملون على هذه القضايا.