منوعة | الأحد 26 مايو 2019 - 13:22

مهرجان كان 2019: فيلم “طفيلي” للمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون-هو يفوز بالسعفة الذهبية

  • Whatsapp

فاز فيلم “طفيلي” للمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون-هو مساء السبت بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي 2019 في دورته 72. وقال بونغ جون-هو، وهو أول سينمائي كوري جنوبي ينال المكافأة الكبرى في هذا المهرجان: “شكرا جزيلا. هذا شرف عظيم لي، لطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لي، أشكر هنري جورج كلوزو وكلود شابرول”.

ونال فيلم “بارازايت” (طفيلي) للكوري الجنوبي بونغ جون-هو مساء السبت جائزة السعفة الذهبية، وهي الاولى التي يحصل عليها سينمائي من كوريا الجنوبية. واختير الفيلم من ضمن 21 عملا سينمائيا شارك في المسابقة، غالبيتها لمخرجين عالميين كبار.

ويتحدث الفيلم عن الفوارق الاجتماعية في كوريا الجنوبية من خلال معالجة ظروف أسرتين، الأولى غنية والثانية فقيرة. ونال الفيلم إعجاب جمهور كان، الذي صفق طويلا له بعد انتهاء عرضه في المهرجان. وقاست الصحافة الفرنسية هذا الإعجاب بذلك، حيث من عادتها أن تخبر مدى تجاوب الجمهور مع الأفلام المعروضة من عمليات التصفيق.

ويجسد الفيلم قصة عائلة من العاطلين عن العمل وعلى رأسها الوالد كي – تايك (يجسد دوره سونغ كانغ-هو أبرز الممثلين في أفلام بونغ جونغ-هو)، يعيشون في شقة قاتمة وبائسة تحت الأرض بين الصراصير والقوارض. وتتحسن حياة هذه العائلة المكونة من زوجين وولديهما عندما يحصل الابن كي-وو على عمل كمدرس لغة إنكليزية لفتاة في عائلة برجوازية.

وفي أول تصريح له بعد الفوز بالسعفة الذهبية، قال مخرج الفيلم بونغ جون-هو: “شكرا جزيلا. هذا شرف عظيم لي، لطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لي، أشكر هنري جورج كلوزو وكلود شابرول”.

وإن كان الفيلم يدخل في خانة الأفلام الاجتماعية التي عرف بها عادة المخرج البريطاني كين لوتش، الذي شارك في المهرجان بـ”’آسف، اشتقنا إليك”، إلا أن عمل المخرج الكوري الجنوبي كان متميزا، برأي عدد من النقاد، حيث مزج في عمله السينمائي بين ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، كما أنه كشف للجمهور الجزء الاجتماعي غير المرئي في المجتمع الكوري الجنوبي.

منافسة محتدة

كانت المنافسة محتدة خلال هذه الدورة بين مخرجين عالميين كبار بينهم المخرج البريطاني كين لوتش والمخرجان البلجيكيان الأخوان داردين، اللذان فاز فيلمهما “أحمد الصغير” بجائزة أحسن إخراج، وتدور أحداثه حول قصة مراهق يقع في براثن التطرف بعد أن وقع تحت تأثير أفكار إمام متشدد.

وامتدت هذه المنافسة القوية إلى المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، السيء الحظ مرة أخرى رغم مشاركاته المتعددة في المهرجان، والذي توج بطل فيلمه “الألم والمجد”أونطونيو بانديراس بجائزة أحسن دور رجالي. وقال بانديراس الذي يجسد دور مخرج يتخبط في الاكتئاب في الفيلم: “هذه الليلة ليلة المجد لي”، مشيدا بدور المخرج الإسباني في إبراز مواهبه.

والفيلم هو سيرة ذاتية للمخرج نفسه، حسب قراءات النقاد للفيلم، فيما كان جواب ألمودوفار عندما سأله صحافي إن كان الفيلم فعلا سيرته ذاتية: “نعم ولا تماما”، مفضلا ترك نوع من اللبس لدى الصحافة والجمهور على السواء، الذي يزيد من درجة الفضول لديهما معا في طرح المزيد من الأسئلة كما في أي عمل إبداعي يتنافى مع الأجوبة القطعية.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو قبل بداية الإعلان عن اسم الفائز بالسعفة الذهبية، إن هذه الجائزة لا تمثل اختيار كل العالم، وإنما هي “تعكس رأي ستة أشخاص فقط” في إشارة إلى عدد أفراد لجنة التحكيم. وجاءت كلمته كتوضيح منه على الضجيج الإعلامي، الذي سبق إعلان النتائج، حول المخرج الأجدر بجائزة السعفة الذهبية.

تتويج عربي

وعادت الجائزة الخاصة للمهرجان إلى المخرج الفلسطيني إليا سليمان عن فيلمه “لا بد أن تكون هي الجنة”، وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية. وينظر إلى هذا العمل كلوحة تجريدية، سافر عبرها جمهور كان في هواجس وقلق الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. وفضل فيه بطل الفيلم، وهو المخرج نفسه، الصمت، ليفسح المجال للمشاهد للنبش في خياله لعله يجد أجوبة لتساؤلاته.

وتعتبر الجائزة تتويجا لمسيرة سينمائية متميزة لإليا سليمان، ومن خلاله تكريم السينما العربية أيضا، التي كانت حاضرة في مسابقات أخرى من المهرجان، إلا أنها خرجت منه خاوية الوفاض. وتعود آخر مشاركة للمخرج الفلسطيني في مهرجان كان إلى 2002 بفيلمه “اليد الإلهية”، الذي مكنه من نيل جائزة لجنة التحكيم.

بقية جوائز المهرجان

أما الجائزة الكبرى في المهرجان فكانت من نصيب الفرنسية – السنغالية ماتي ديوب (36 عاما) عن فيلمها “أتلانتيك” الذي يتطرق إلى مصير المهاجرين والشباب في دكار بأسلوب يجمع بين السياسة والطابع الطوباوي.

كذلك نال فيلما “لي ميزيرابل” (البؤساء) للفرنسي لادج لي و”باكوراو” للبرازيليين كليبير مندونسا فيليو وجوليانو دورنيليس مناصفة جائزة لجنة التحكيم. وفيلم “لي ميزيرابل” أو “البؤساء” الذي يحمل عنوان الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو، يدور جزء من أحداثه بضاحية مونفرميل في شرق باريس، ويحكي قصة الأيام الأولى في عمل الشرطي بنتو (يؤدي دوره داميان بونار) في وحدة مكافحة الجريمة بأحد الأحياء الشعبية، بعيد فوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم صيف 2018. ويعطي صورة قاسية عن العنف القائم بين الشرطة وشباب هذه الأحياء.

فيما يجمع فيلم “باكوراو” بين نمطي الويسترن والفنتازيا، وتدور قصته حول ظواهر غريبة تشهدها قرية باكوراو المتخيلة في منطقة سيرتاو القاحلة والفقيرة في شمال شرق البرازيل.

ونالت جائزة أحسن سيناريو المخرجة الفرنسية سيلين سياما عن فيلمها “بورتريه دو لا جون في أون فو” (بورتريه شابة تحترق)، الذي يروي قصة حب محظورة بين امرأتين في القرن الثامن عشر. فيما فازت الأمريكية الإنكليزية إميلي بيتشام بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم “جو الصغير”.

ليسدل بذلك الستار على دورة كانت غنية من حيث الأعمال السينمائية المعروضة، والمواضيع المعالجة في مناطق مختلفة من العالم. وحضرت في هذه الأفلام المعاناة الاجتماعية لفئة من الناس، العنف، المخدرات، الهجرة، القيم، وغيرها من الأسئلة الصعبة، التي سيضطر السينمائيون لتناولها في السنوات المقبلة أيضا، لأنها ثمة إشكاليات لا يزيدها مرور السنوات إلا تعقيدا.