سياسة | الخميس 8 أغسطس 2019 - 10:36

تفاصيل فشل إلياس في الوساطة بين “تيار المستقبل” وبنشماس

  • Whatsapp
خاب أمل إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في الحصول على فرصة لمقابلة قادة تيار “المستقبل”، الذي يقود حملة للإطاحة بحكيم بنشماش، الأمين العام الحالي، من منصبه.
وبحسب مصادر مؤكدة، فقد حاول العماري الوصول إلى قادة هذا التيار عن طريق عضو قيادي فيه، طالبا مقابلة أخيرة بغرض تقريب وجهات النظر ورأب الصدع القائم بين الأجنحة في حزبه، بالرغم من أن الغلبة حتى الآن تعود لتيار “المستقبل” وفقا للبيانات التي يقدمها قادته عن سلسلة الإجراءات التي يتخذونها لعقد مؤتمر الحزب في شتنبر المقبل.
 
وقد عرض العضو المذكور في تيار “المستقبل” على قادته العرض الذي قدمه إلياس، لكن “جرى رفضه على الفور”، وفقا لمسؤول في التيار. ويردف: “إلياس طلب مقابلة معنا، وهو يزعم بأن كل جهوده في الفترة الأخيرة لم يكن الهدف من وراءها سوى محاولة العثور على “نقاط مشتركة” يمكن أن يجتمع عليها المتخاصمون في الحزب، لكننا نعرف بأنه لم يكن يفعل ذلك في حقيقة الأمر”.
 
رفض تيار “المستقبل” مقابلة إلياس لم يكن الموقف المتوقع من لدنه، لكن من شأنه “توضيح المواقع حيث يصطف كل واحد بمن فيها الأمين العام السابق”، وفقا لرأي قيادي في التيار.
 
ويقصد بذلك أن التيار ينظر إلى إلياس كشخص موال لبنشماش ويسعى إلى تثبيته في منصبه. ومبادرة إلياس بقدر ما هي غريبة في هذا التوقيت، فإن مضمونها يبدو متجاوزا بالنسبة لقادة “المستقبل” الذين حسموا أمرهم على ما يبدو، فيما يهم مستقبل أمينهم العام الحالي.
 
إلياس ساند بنشماش طيلة الشهور الماضية، وحاول أن يحشد له بعض الأنصار، مستخدما في ذلك رجل ثقته، العربي المحارشي، لكن لا يظهر أن تلك الجهود غيرت من موازين القوى بين الطرفين.
 
وهذا الشهر، عقد إلياس لقاء ضم كلا من بنشماش والمحارشي في طنجة، ومن الواضح أن هذا الاجتماع الذي عقد بشكل غير رسمي، وبعيدا عن مقار الحزب، كان هدفه تحديد خطة مواجهة تيار “المستقبل”، لكن إلياس وفقا لما قال مقربون منه، حاول أن يغطي على ذلك الاجتماع بعدما انكشف أمره، بالقول إن مضامينه “لا تتعلق بالسياسة والحزب”.
 
لكن التيار مقتنع بأن إلياس ما زال يدير من الكواليس حربا خفية تستعمل فيها كل الوسائل تقريبا، لكن لا يظهر بأن لديها فعالية حتى الآن، خصوصا مع تدهور المركز السياسي لإلياس منذ تنحيه من قيادة حزبه، وعدم قدرته تبعا لذلك، على تغيير قناعات الكثيرين من أعضاء حزبه إزاء الأزمة الجارية.
 
وعلى خلاف ذلك، لم يظهر إلياس ما إن كانت مبادرته وقد فشلت، أتت بإيعاز من الأمين العام الحالي. بنشماش رفض بشكل مطلق كافة المبادرات التي كانت قد أطلقت سابقا لرأب الصدع، أو إجراء صلح، ومن بينها تلك التي قادتها فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب.
 
وقد شكل بنشماش لجنة تحضيرية أيضا لمؤتمر الحزب، لكنه لم يعلن عن أي تاريخ لعقده. ونصب زميله، أحمد التوهامي، رئيسا لها، وسط شكوك كبيرة حول أهلية أعضائها.
 
وقد دعا إلى اجتماع لمسؤوليها هذه الجمعة. وهي دعوة أتت لإضعاف التأويلات التي أعطيت لقرار بنشماش نفسه بإحالة جميع مدراء حزبه على عطلة شهر غشت حسب اليوم 24.