دولية | الإثنين 21 أكتوبر 2019 - 12:27

يوم مفصلي في لبنان يشهد اقتراب نهاية مهلة سعد الحريري واجتماع مجلس الوزراء

  • Whatsapp

يستعد اللبنانيون الاثنين للنزول مجددا إلى الشوارع في يوم مفصلي من حراكهم الشعبي غير المسبوق الذي يتزامن مع عقد مجلس الوزراء جلسته الأولى منذ بدء المظاهرات، وانتهاء المهلة التي حددها رئيس الحكومة سعد الحريري للقبول بخطة إنقاذ إصلاحية.

وشرع متظاهرون مبكرا الاثنين في قطع الطرق الرئيسية لمنع الموظفين من التوجه إلى أعمالهم، في وقت تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة شركات ومؤسسات دعت موظفيها للالتحاق بمكان عملهم.

وأبقت المصارف والجامعات والمدارس أبوابها مقفلة، غداة مظاهرات كبرى جرت في وسط بيروت ومدن عدة من شمال البلاد حتى جنوبها، تخللتها احتفالات وهتافات مطالبة برحيل الطبقة السياسية بأكملها.

وانصرف متطوعون في وسط بيروت صباحا إلى جمع القمامة من الشوارع، مرتدين الكمامات والكفوف.

وتعتبر هذه التحركات غير مسبوقة على خلفية مطالب معيشية في بلد صغير تثقل كاهله المديونية والفساد والمحاصصة الطائفية.

وتنتهي مساء الاثنين مهلة 72 ساعة التي منحها رئيس الحكومة، سعد الحريري، لـ”شركائه” في الحكومة، في إشارة إلى التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون وحزب الله وحلفائهما الذين يملكون الأكثرية الوزارية، حتى يؤكدوا التزامهم المضي في مجموعة إصلاحات إنقاذية.

ويعقد مجلس الوزراء قبل الظهر اجتماعا برئاسة الرئيس عون في القصر الرئاسي، لدراسة خطة إنقاذ وزعها الحريري في اليومين الأخيرين لوضع حد للأزمة الاقتصادية الخانقة.

وقال مصدر في رئاسة الحكومة الأحد ليلا إن الحريري تلقى موافقة القوى السياسية الرئيسية، ولا سيما حزب الله وعون على خطته الإنقاذية التي تتضمن تدابير وإجراءات حاسمة، أبرزها الالتزام بعدم فرض أي ضرائب جديدة على اللبنانيين وخصخصة العديد من القطاعات.

لكن توجه الحكومة هذا لم يرض طموحات المتظاهرين.

واحتلت صور المظاهرات الحاشدة الصفحات الأولى لجميع الصحف المحلية الصادرة في لبنان.

ونشرت صحيفة الأخبار صورة لمتظاهرين يحملون علما عملاقا على صفحتها الأولى مع تعليق “يوم الاختبار: السلطة أم الناس؟”.

ووضعت صحيفة “لوريان لوجور”، الناطقة بالفرنسية، الصورة ذاتها على صفحتها الأولى وعنونت “اقتربت ساعة الحقيقة”.

وأوردت صحيفة الدايلي ستار الناطقة بالإنكليزية “لبنان أمام خيارين: الإصلاح أو الهاوية”، بينما تصدر صحيفة الجمهورية تعليق “الشعب يكتب التاريخ”.

ومنذ الخميس، اتخذت التحركات الاحتجاجية في لبنان منحى تصاعديا مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعا، في تحرك شل البلد وأغلق مؤسساته كافة. ويأخذ المتظاهرون على الطبقة السياسية سوء إدارتها لشؤون البلاد وفسادها وعجزها عن إيجاد حلول لمشاكل متفاقمة منذ عقود.

ولم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة، ويرفضون توجه الحكومة لإقرار ضرائب جديدة في إطار مساعيها لتخفيف نسبة العجز وتوفير إيرادات لخزينة الدولة.

 أ ف ب