اخبار جهة مراكش | الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 12:32

بعد الدار البيضاء وطنجة واكادير.. مؤسسة “علي زاوا” تفتتح مركزا ثقافيا جهويا بحي القصور بالمدينة العتيقة بمراكش

  • Whatsapp

على جنابات ساحة جامع الفنا بالساحة العالمية الشهيرة التي تعكس العمق الثقافي والاجتماعي والاشعاع السياحي للمغرب، وخلف هذا الفضاء الذي يعج بالحركة التجارية والسياحية، وبين دروب وازقة المدينة العتيقة، بأحد الرياضات التقليدية المسمى الرياض الكبير أو “رياض البوكيلي” ذو الصك العقاري 661، بحي القصور، تسعى مؤسسة علي زاوا إلى إحداث أول مركز ثقافي بجهة مراكش اسفي يعني بالأطفال في وضعية صعبة على منوال المركز الثقافي نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء ونظرائه بمدن طنجة واكادير (نجوم البوغاز ونجوم سوس) ومشروع فاس الذي سيفتح قريبا.

ويأتي أحداث مركز مراكش برياض ايل للسقوط مساحته 1024 مترا مربعا، تعود ملكيته للاملاك الخاصة للدولة ويدخل ضمن العقارات الموضوعة رهن اشارة وزارة الشباب والرياضة بمراكش كنادي لتنشيط وتأطير الطفولة والشباب بموجب محضر تخصيص منذ سنة 1956.

وفي سنة 2012، وبعدما عاينت الوزارة وضعية الرياض المزرية والايلة للسقوط وكذا لعدم توفرها على الاطر الكافية لتسييره، اصدرت قرارا لا علاقه.

بعض الفعاليات بمدينة مراكش تابعت نجاحات المركز الثقافي نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء وسط حي سيدي مومن الذي خرج منه منفذو الهجمات الارهابية 16 ماي 2003، ضد أهداف ثقافية ودينية وقنصلية، ولاحظت كيف استطاع المركز منذ انشائه من طرف مؤسسة علي زاوا في أكتوبر 2014، أن يحقق النتائج المتوخاة.

فالوضعية الملاحظة والحلول المقترحة تجاهها متشابهة: شريحة من الاطفال والشباب في عمر الزهور امام الفراغ والجهل والفقر والهشاشة يقعون ضحية افكار واديولوجيات متطرفة.

مثل هذه العينات تتواجد في جميع المجتمعات سواء لاسباب اقتصادية أو ثقافية أو نفسية، لكن الفرق يكمن في مدى نجاح هذا المجتمع أو ذاك في وضع آليات للادماج الاجتماعي لكل فئاته.

ويجسد المركز الثقافي نجوم سيدي مومن بالدار البيضاء الجواب الصريح على سؤال، كيف يمكن للفن والثقافة أن يكونا أداة إدماج للشباب في وضعية صعبة على تأطيرهم وفسح المجال لهم لإظهار مواهبهم في مجالات الفن بشتى انواعه من موسيقى ومسرح ورقص وغناء وسينما ورصد المواهب الكامنة فيهم، ومن تم تعهدها بالرعاية والتدريب والتتبع والدعم وخلق انشطة موازية للدراسة والتكوين.

نفس النجاح لقيه المركزان المحدثان بمدينة طنجة في نونبر 2017، تحت اسم “نجوم البوغاز”، المدينة اكادير سنة 2019، تحت اسم “نجوم سوس”، وكلاهما بدعم من واليي الجهتين.

فعاليات المجتمع المدني بالمدينة الحمراء تتابع منذ مدة عملية البحث عن مقر ملائم يأوي فرعا للمؤسسة بعاصمة جهة مراكش اسفي، اتصلت ب”ماحي بنبين” الروائي التشكيلي المراكشي ذو الشهرة العالمية، أحد مؤسسي مؤسسة “علي زاوا” واقترحت عليه الفكرة الذي قبلها بدون تردد لما فيها من مصلحة لاطفال وشباب مراكش، حيث تم ربط الاتصال بوزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي الذي توصل من طرف مديريته الجهوية بوجود الرياض المذكور في حالة عدم استغلال، حيث لم يدخر جهدا في المساعدة على إخراج المشروع إلى حيز الوجود من خلال توقيعه على اتفاقية شراكة بين وزارته ومؤسسة علي زاوا بتاريخ 25 يونيو 2019، تضع الوزارة بموجبه البناية رهن اشارة المؤسسة قصد تأهيلها وترميمها وتجهيزها وتسييرها.

إثر ذلك، تطوع بالمجان المهندس المعماري رشيد الاندلسي بانجاز الدراسات التقنية والمعمارية للمشروع.

مباشرة بعد ذلك، ربط الاتصال بوالي جهة مراكش اسفي الذي رحب بالمشروع كمركز جهوي ينعكس ايجابا على الأطفال والشباب وصقل مواهبهم في مجالات ثقافية وفنية حيث وعد بتخصيص 200 مليون سنتيم من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قصد تجهيزه.