اخبار جهة مراكش | الإثنين 20 يناير 2020 - 16:15

بمراكش.. تنظيم الدورة التكوينية التاسعة المربيين والمربيات من اجل تشجيع التعليم الأولي بالوسط القروي

  • Whatsapp

في إطار برنامجه “تشجيع التعليم الأولي بالوسط القروي”، نظم مركز التنمية لجهة تانسيفت (CDRT) يومي السبت 18 والأحد 19 يناير، بنادي جامعة القاضي عياض الدورة التكوينية التاسعة لمربيي ومربيات التعليم الأولي.

هذه الدورة تشكل جزءا من سلسلة 10 دورات تكوينية أطلقها المركز CDRT في مارس 2019 وتمت صياغتها بمساعدة خبراء في التعليم الأولي (تنمية الطفل وعلم النفس الاجتماعي، وتقنيات الرسوم المتحركة، …) كي يستفيد منها 20 مربيا ومربية للتعليم الأولي من جهة وأطر تربوية أخرى شريكة يمكن للمركز الاعتماد عليها لضمان استمرارية البرنامج. هؤلاء المكونون، يمكن بدورهم تكوين مربيين ومربيات عاملين بوحدات قروية أو في طور الإنشاء.
بعد الاستفادة من هذا التكوين، يمكن للمربي (ة) من :
– استقبال ومواكبة الطفل وأولياؤه،
– تنظيم مجال العمل،
– تنمية مشاريع تربوية للأطفال في سن قبل التمدرس،
– تخطيط و تنظيم الأنشطة التربوية،
– تطبيق أنشطة تربوية للأطفال ضمنها ابتكار و استعمال ألعاب تربوية،
– إدماج تقنيات الإعلاميات والتواصل في التعليم الأولي،
– تدبير القسم،
– التواصل المهني،
– تقييم التعلم عند الطفل،
لماذا هذا التكوين ولماذا هذا البرنامج؟
تؤكد التطورات الحديثة في علم الأعصاب والأبحاث في تنمية الأطفال الصغار على الأهمية القصوى لمرحلة التعليم الأولي في نموهم. في المغرب، وبالرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة، لا يزال الوضع الحالي للتعليم الأولي جد مقلق:
– ما يقارب 1.5 مليون طفل معنيون بالالتحاق بالتعليم الأولي، إلا أن 700000 تلميذ فقط تتراوح أعمارهم بين 4-5 سنوات يستفيدون منه حاليا، أي بمعدل وطني يبلغ 49.6 ٪، منهم 45 ٪ من الفتيات، هذه النسبة تنخفض في المناطق الريفية إلى 35.2 ٪ و27 ٪ منهم من الفتيات.
بالنسبة لهذا المعدل الوطني، هناك تباينات بين المناطق المختلفة في المملكة، بين المناطق الحضرية والقروية، بين الفتيات والفتيان، التقليدي والعصري، والقطاع العام والقطاع الخاص.
– مجمل عروض التكوين حاليا يوفرها التعليم الأولي التقليدي (المسجد) بنسبة63 %، أما التعليم الأولي العصري الخاص والعمومي فيمثلان بالتوالي 24% و13%.
– من بين 37000 مربي مسجل، أقل من 12000 يعملون بالمناطق القروية.
لتصحيح هذا الوضع، وضعت الدولة للتو استراتيجية جديدة 2018-2028 لدمج 100 ٪ من الأطفال التي تتراوح أعمارهم من 4 إلى5 سنوات في التعليم الأولي بحلول عام 2028.
دون انتظار هذا الموعد النهائي، وإدراكا منه بالأهمية القصوى للتعليم الأولي بالنسبة للفئات المحرومة، والذي من شأنه أن يساهم بشكل فعال في تقليص الهدر المدرسي، الفوارق الاجتماعية وكسر حلقة الفقر المفرغة، قرر المركز CDRT منذ 2016 بالفعل، وضع برنامج «تشجيع التعليم الأولي بالوسط القروي”، ولا سيما في أقاليم الحوز، الرحامنة وقلعة السراغنة. وبدعم من مؤسسة إليس موناكو و شركاء آخرين (أسافو، إديك مروكو)، ساهم في إنشاء وتجهيز وحدات التعليم الأولي في سبع قرى في المناطق الريفية: مريوات (جماعة تيغودوين، الحوز)، آيت بوعلي (جماعة تيديلي الحوز) ، سهيب (جماعة تمصلوحت،الحوز)، تزكين (قرب مركز أمزميز-الحوز)،محاميد (جماعة سيدي بدهاج، الحوز)، إكرنوماد (جماعة مولاي إبراهيم-الحوز)، النميرات (جماعة واركي- قلعة السراغنة) ، ولاد منصور (جماعة سيدي منصور ، الرحامنة).

وقد حظيت هذه الوحدات المسيرة من طرف جمعيات محلية بشعبية كبيرة لدى السكان المحليين وخلقت أيضا ديناميكية بالمناطق المعنية؛ كما أظهرت بالفعل تأثيرها الإيجابي على الأطفال الذين أدمجوا فيما بعد بالمدارس الابتدائية.
وتفاديا لكي لا تصبح هذه الوحدات مجرد ملاجئ وملاذ آمن للأطفال، بل فضاء للتعلم والتربية وفقًا للمعايير الحديثة التي تحفز إمكانات الطفل وتساهم في صحوة وتنشئته، قرر المركز CDRT أيضا تركيز الجهود على جودة هذا التعليم من خلال العمل على تكوين المربيين والمربيات العاملين في وحدات التعليم الأولي بالمنطقة.وقد ظهر جليا على أرض الواقع أن هؤلاء المربيين، بالرغم من حسن نيتهم وتفانيهم في العمل، ليس لديهم تكوين أساسي أولي في هذا المجال يمكّنهم من ضمان تدبير جيد لعملية التعلم وتحمل مسؤولية تربية الأطفال من 4 إلى 6 سنوات. ولهذه الأسباب تم إطلاق هذه السلسلة التكوينية (عشر دورات- يومين في كل دورة) التي تمر في ظروف جيدة وجو من التفاعل الاستثنائي بين الخبراء المنشطين والمستفيدين الذين يغتنمون هذه الفرصة لتبادل تجاربهم وخبراتهم.