اخبار جهة مراكش | الأربعاء 19 فبراير 2020 - 15:45

بسبب قلة التساقطات المطرية.. تراجع كبير في انتاج الزيتون باقليم قلعة السراغنة وفلاحون ومنتجون يطالبون بدعم وحماية المزروعات

  • Whatsapp

محمد لبيهي – مراكش الآن
تعتبر أشجار الزيتون بمنطقة السراغنة – زمران من أهم الأشجار المثمرة، حيث تحتل المرتبة الأولى على صعيد الصناعات الغذائية بالإقليم. ويساهم إقليم قلعة السراغنة بأكثر من 65% من الصادرات الوطنية لمصبرات الزيتون علما بأن منطقة السراغنة تنتج لوحدها أكثر من 50%. وزيادة على أهمية المساحة التي يشغلها الزيتون فإن هذا القطاع يخلق نشاطا اقتصاديا مهما حيث يوفر أكثر من 4,7 مليون يوم عمل أي ما يعادل 23500 منصب شغل دائم، كما يضمن تزويد الوحدات الصناعية والتقليدية لاستخلاص زيت الزيتون ووحدات تصبير الزيتون.



وقد بلغ الإنتاج السنوي خلال الخمس سنوات الأخيرة 140000طن، أي ما يمثل 60% من الإنتاج الوطني ويحتل إقليم قلعة السراغنة المرتبة الأولى على صعيد جهة مراكش اسفي. ويعرف إنتاج الزيتون تقلبات كبيرة من سنة إلى أخرى نتيجة العوامل المناخية.
أما بالنسبة لهذا الموسم، وحسب مسؤولي مديرية وزارة الفلاحة وأطر من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، فإن الإنتاج قد تراجع بشكل كبير بنسبة تقدر ب:65 بالمائة، بسبب ضعف التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي المنصرم. ورغم ما يتوفر عليه الإقليم من مؤهلات في هذا القطاع فإن تنميته لازالت تواجهها عراقيل تحول دون تطوير القطاع.



ويتمثل ذلك أساسا مثلا في: طرق جني وتحويل الزيتون وتحسيس الفلاحين والمصنعين وغياب علاقة تربط المنتج بالمصنع بالإضافة إلى ضعف التنظيمات المهنية فعلاوة على أن الإقليم يتوفر على بعض الجمعيات (جمعية منتجي الزيتون بإقليم قلعة السراغنة التي أسست سنة 1998) فان القطاع لازال يحتاج إلى وضع برنامج عمل يهدف إلى تحسين المؤهلات الإنتاجية لاغراس الزيتون بإتباع تقنيات أكثر نجاعة، والحث على انجاز عمليات الصيانة كالتقليم والتسميد وإنشاء بساتين نموذجية وتكوين اليد العاملة ودعم وتحسين حماية أغراس الزيتون من الأمراض.
ويذكر أن ما سببه مثلا مرض عين الطاؤوس قبل ست سنوات وما نتج عنه من خسائر فادحة تطلبت تدخل المصالح المركزية إلى غير ذلك من المعيقات التي يعلمها دوي الاختصاص.



وبرأي المهتمين بالقطاع، يبقى على أعضاء ومنخرطي الجمعية المذكورة وجميع المصالح الفلاحية ،العمل على تنفيذ توصيات اليوم الدراسي الذي نظم سابقا، وكلف غلافا ماليا مهما وحضره أساتذة باحثون ومنتجون وفلاحون…وأيضا تحمل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الحوز لمسؤوليته والمساهمة في تقديم المساعدة التقنية، من خلال برامج عملية وتنمية القطاع الذي لازال يحتاج إلى الرفع أكثر من مستوى الإنتاج مقارنة مع المؤهلات المتوفرة.كما طالب العديد من المنتجين والفلاحين بدعم قطاع الزيتون بالوسائل اللازمة وحماية المزروعات .
وبالرجوع إلى النتائج المحصلة مثلا في المناطق البورية، والتي لا تتعدى نسبة دون المتوسطة في الإنتاج، فإن الخلل يؤكد بان وضعية القطاع لازالت تعاني من ضعف كبير على مستوى الإنتاج بالمناطق السقوية التي تبلغ بها نسبة الإنتاج معدلات لابأس بها.
إن تثمين الإنتاج يرتبط ارتباطا وثيقا، يقول المختصون، بإدماج قطاع الزيتون بمختلف مكوناته في النسيج الاقتصادي لاقليم قلعة السراغنة. ولذلك لابد من وضع برنامج يهدف إلى تنظيم طريقة جني وجمع الزيتون وتحديث الوحدات الصناعية التحويلية وذلك من خلال احترام تقنيات الجني الملائمة واستعمال الشباك والصناديق، وتحسيس الفلاحين والمصنعين، وعصرنة المعصرات التقليدية وذلك باقتناء آليات عصرية صغيرة لاستخلاص الزيت، وتحسيس الفلاحين والمصنعين بأهمية تحسين ظروف خزن الزيتون والتقليص من مدته.



وحتى يتحقق نهوض شامل بهذا القطاع الحيوي، الذي يشغل نسبة هامة من سكان الإقليم، فإن الأمر أصبح يتطلب – برأي الفلاحين- خلق برامج حقيقية وعملية وتفعيل بعض المؤسسات المرتبطة به كالمجلس الجهوي للزيتون الذي تأسس منذ سنوات بهدف برمجة التدخلات الممكنة وتنمية الشراكة، من أجل حماية أشجار الزيتون من الامراض وكذا تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بشأن تنمية القطاع: والتي سبق توقيعها ما بين الغرفة الفلاحية ومكتب الحوز والمديرية الإقليمية للفلاحة لتحقيق تنمية حقيقية، وضمان طرق ناجعة لصيانة المغروسات وتطوير طرق وتقنيات الجني وجمع الزيتون.