اخبار جهة مراكش | الخميس 27 فبراير 2020 - 12:08

بالصور.. “الحق في الابداع” موضوع ندوة للفرع الاقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بمراكش

  • Whatsapp

هشام البومسهولي – مراكش

نظم الفرع الاقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بمراكش ندوة حول موضوع: “الحق في الابداع.. الحق في الممارسة الفنية وراهن المدينة …كيف ؟ أين؟ ومتى؟”، تم ذلك مساء الأربعاء 26 فبراير، بالقاعة الصغرى للمركز الثقافي الداوديات.
اللقاء تميز بمشاركة الحقوقي والمحامي بهيئة مراكش الأستاذ مولاي الحسين الراجي الى جانب الأستاذ الكاتب والاعلامي عبد العزيز معيفي، الندوة قام بتسييرها الصحفي الاذاعي محمد لوكريمي.
الكلمة الافتتاحية لفرع النقابة ركزت على انشغالات مهنيي الفنون بمراكش والاكراهات التي تواجههم في ظل الوضع الهش لقطاع الثقافة بالمدينة و الانحباس الذي يعيشه. كما تمت الاشارة في الكلمة ذاتها الى سياق تنظيم هذه الندوة و التي تندرج في اطار البرنامج المعمول به “أربعاء النقابة”.


من جهته, افتتح مسير الندوة الصحفي الاذاعي محمد لوكريمي اللقاء بتقديم حول الفن والحق في الابداع كمرجع انساني وكوني وبتقديم ضيفي الحدث ومسارهما الحقوقي والاشعاعي في الثقافة والنضال والابداع.
الأستاذ الراجي افتتح مداخلته حول قيم المجتمع وحقه في ان يحلم بحياة اساسها الاستمتاع بالمظاهر التعبيرية للفرد. كما أضاف أن: “لا مجتمع بدون فن ولا ابداع، وأن هذا الأخير يعتبر قوة، مما استدعى احيانا الى التضييق عليها و طمسها أحيانا وسلب حتى الحق في الاستمتاع بالفن”.
الأستاذ الراجي أردف أيضا ان “الفن باعتباره حقا مشروعا للفرد، وأن الفنان يحمله كمشروع، فهو يعتبر مظهرا من مظاهر حرية التعبير لدرجة أنه يمكن من مضاهاة التعبير السياسي”.


من جهته ركز الأستاذ عبد العزيز معيفي في مداخلته على أن “الفنان يعتبر فاعلا حضاريا عبر عصور خلت، وان استمرارية الابداع داخل المجتمع – المدينة بتفاعلاته واندماجه مع السياق الكوني خلق ازمة عميقة في ما يخص اشكالية الجودة والتلقي. على اعتبار أن ما أصبحنا نشاهده اليوم هو يدخل في اطار التفاهة وليس الابداع، كما أن بعض وسائل الاعلام توجه المتلقي نحو هذه المنتوجات السطحية و التي تقتل الفن و الابداع بابعاده الدلالية.”
وفي حديثه عن السكتة الثقافية التي بات المجتمع المغربي يعيشها ومراكش خصوصا، أكد عزيز معيفي أن السياق الدولي والذي يحكمه الاحتكار الاقتصادي والاعلامي يمكن أن يعيش طفرة جديدة من خلال خلق ذوق فني وابداعي يلامس الهموم الواقعية للفرد ويطور منظور الاعلام للمنتوج الفني والثقافي وبالتالي سنكون مجتمعا حضاريا متحضرا وبمقومات الهوية المجتمعية والتي ستمكننا من التجرد من التبعية والحداثة المختلقة، حينها ستكون قوة المجتمع بمثقفيه وفنانيه بدعم اعلامي هادف وجاد يشجع على الجودة والتفاعل الايجابي. كما أن الوضعية الحالية والمتأزمة فهي تسير بنا الى منطق اللهو بدل الابداع وانهيار الذوق الفني والذي سينقرض معه الجمهور مستقبلا نظرا لتعدد محتويات الوسائط الرقمية الحالية باختلاف وتعدد أنماطها وأجناسها وتباين رسائلها مع اختيارات المتلقي.”


في الختام افتتح مسير الندوة النقاش التفاعلي مع الحضور, هذا الأخير الذي أشر على عشقه للفن والابداع عبر مداخلات وتساؤلات راوحت بين الهموم والانشغالات ومستقبل الفن في بلد أضحى الفن فيه من أواخر نقط البرامج السياسية لمختلف الهيئات والتراجعات التي يعيشها القطاع عموما.
الندوة المتميزة عرفت حضورا نوعيا للجمهور من فنانين وادباء وكتاب اضافة الى باحثين ومهتمين و بتغطية اعلامية من مختلف المنابر، حيث شارك الجميع في ملامسة قضية جوهرية قيمها كونية واساسها حق دستوري مكفول.