اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 14 يوليو 2020 - 20:47

اساتذة جامعيون وطلبة باحثون بكلية اللغة العربية بمراكش يناقشون موضوع “التعليم الجامعي عن بعد: الإكراهات والرهانات”

  • Whatsapp

نظم ماستر اللغة والنص الشرعي بكلية اللغة العربية، التابعة لجامعة القاضي عياض، بمراكش ندوة تفاعلية عن بعد، بعنوان: “التعليم الجامعي عن بعد: الآفاق والرهانات”، يوم الاثنين13 يوليوز 2020م، وقد استُهلت أعمال الندوة بكلمتين افتتاحيتين، تدخل في الكلمة الأولى عميد كلية اللغة العربية بالنيابة، الدكتور أحمد قادم، فشكر القائمين على تنظيم هذا النشاط الثقافي، وقدم معطيات ونسبا تجلي مدى انخراط كلية اللغة العربية في عملية التعليم عن بعد، مما بوَّأها مراكز متقدمة في جامعة القاضي عياض، مؤكدا على أن الكلية قد تمكنت بفضل مجهودات أطرها من تغطية كل الوحدات المقررة خلال الفصل الدراسي، مستعينة في ذلك بكل الدعامات المتاحة لتمكين الطلبة من الدروس، وختم كلمته بالتنبيه على أهمية التعليم الحضوري الذي لا يمكن للتعليم عن بعد أن يقع بديلا عنه إلا في حالة الضرورة.
ثم تناول الكلمة الثانية الدكتور محمد الفرجي منسق ماستر اللغة والنص الشرعي، الذي نوَّه في بدء كلمته بهذه الندوة التقييمية المنبثقة من داخل التجربة، والتي همَّت رصد الإكراهات المحتفة بهذه العملية التعليمية، بغية تشخيصها وتجاوزها فيما يستقبل من التجارب لكسب الرهان، كما أشاد بمجهودات كل الأساتذة الذين تفاعلوا مع هذا المستجد، وبخاصة في سلك الماستر، لما لهذا السلك من خصوصية تقتضي من الطالب أن يكون منتجا للمعرفة لا متلقيا فحسب، وذيَّل كلمته بشكر كافة المنخرطين في عملية التعليم عن بعد بكلية اللغة العربية.
تلت الجلسةَ الافتتاحية مداخلة الكاتب العام لكلية اللغة العربية عمر العميري الذي شكر طلبةَ الماستر على هذه المبادرة، والطاقمَ الإداري والتربوي بكلية اللغة العربية على تجاوبهم، مؤكدا نجاح تجربة التعليم عن بعد بكلية اللغة العربية، وواعدا بإجراء دراسة تقنية للإحصائيات التي أفرزتها منصة الكلية، لتتبع مكامن الخلل في ضعف نسب المشاهدة الخاصة ببعض الوحدات، والعمل على تلافيها في حال تكرار التجربة، كما أشار إلى أن الكلية تتبنى مشروعا يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف المعينة على التعليم عن بعد.
ثم ألقى ممثل طلبة ماستر اللغة والنص الشرعي الطالب الباحث زكرياء خفيسي مداخلَته التي أدارها على محاور ثلاثة: عرض في أولها إيجابيات التعليم عن بعد، وبسط في ثانيها مجموعة من العراقيل والصعوبات التي واجهت طلبة الماستر خلال هذه التجربة، وقدم في المحور الثالث جملة من الاقتراحات التي قد تخفف من حدة الإكراهات السابقة الذكر، وقد كان منطلقه في هذا استطلاع رأي استهدف طلبة ماستر اللغة والنص الشرعي.
ثم كشف رئيس شعبة اللغة العربية وفقهها الدكتور أنس وكاك في مداخلته خصائص التعليم عن بعد ( مجاله، وحدوده، وأهميته، ومزاياه)، وعرض لبعض الإكراهات التي تحول دون تفعيل هذا النمط من التعليم، وختم مداخلته بذكر شروط كسب رهان التعليم الجامعي عن بعد، لتحقيق الأهداف المنشودة منه.
أما الدكتورة فاطمة الزهراء بنخلوق، أستاذة اللغة الفرنسية بكلية اللغة العربية؛ فقد نوهت في بداية مداخلتها بإدماج كافة الفاعلين في العملية التعليمية؛ من أساتذة وطلبة وإداريين، ثم بسطت الفرق بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد من حيث التنظيم، والزمان، والمكان، والوسائل التواصلية، وأشارت الأستاذة إلى أن هذه التجربة ليست هي الأولى في جامعة القاضي عياض؛ فقد سبقتها تجارب أخر، أولاها سنة 2008، وقدمت إحصائيات تخص جامعة القاضي عياض عامة، وأخرى خاصة بكلية اللغة العربية، لتخلص إلى أن الهدف من هذه التجربة قد تحقق على الإجمال، داعية مع ذلك إلى تزويد الكلية بالوسائل المعينة على التعليم عن بعد.
تلتها مداخلة الدكتورة حليمة عدي، أستاذة اللغة الإسبانية بكلية اللغة العربية، التي أكدت على ضرورة مراعاة هذه الظرفية، وتعويض الفراغ الذي سببه عدم الحضور من أجل إنجاح هذا النمط من التعليم، ومحاولة تحصيل نتائج أقرب من التعليم الحضوري، وذلك بالتواصل عبر المنصات، ومتابعة كل طالب على حدة، وإن كان هذا يتطلب مجهودا أكبر، ووقتا أطول بالنسبة للأستاذ، كما نوهت بهذا النوع من التعليم؛ لكونه يمكن الطالب من الاستقلال في التعلم، فهو الذي يقرر ماذا يدرس، ومتى يستفيد من تلك المنصة.
وكانت المداخلة الأخيرة للدكتور عبد العزيز الحويدق، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية، الذي أكد على أن هذا النمط من التعليم (التعليم عن بعد) مؤصل له في البيداغوجيا التعليمية منذ القديم؛ فقد أسس له في الميثاق الوطني للتربية والتكوين منذ 2009م، كما أسس له في الرؤية الاستراتيجية منذ 2015م؛ غير أن المؤسسات التعليمية لم تتبن هذا النموذج إلا اضطرارا في ظل جائحة كورونا، ولم يكن ذلك اختيارا بيداغوجيا يحقق المقاصد المؤسسة في الوثائق المرجعية السابقة.
كما ألح على ضرورة الاعتناء بتلك النصوص الإصلاحية التي تدعو إلى توفير التجهيزات، والتكوين المستمر للمدرس والطالب، وتوفير التغطية المرتبطة بالأنترنت؛ حتى يسهل تفعيل هذا النمط من التعليم المكمل؛ لأن الطالب لا بد له من الانخراط في مجتمع المعرفة، والتعامل مع مختلف الوسائط، والاستفادة من المكتبات الرقمية وغيرها.
وفي الختام أحيلت الكلمة إلى الدكتور محمد الفرجي الذي شكر كل من كان له فضل في إنجاح الموسم الدراسي داخل كلية اللغة العربية من عميد، وأساتذة، وإداريين بمختلف الأقسام والمصالح، وطلبة، وخص بالشكر والثناء المشاركين في هذه الندوة على إضاءاتهم ومداخلاتهم القيمة، بعد الإشادة بمبادرة طلبة ماستر اللغة والنص الشرعي التي تفاعلت من خلالها الكلية مع إكراهات ورهانات الواقع البيداغوجي المستجد؛ للاستفادة من التجربة بما يقلل الإكراهات، وييسر تحقيق رهانات التعليم الجامعي عن بعد.