مجتمع | الخميس 12 نوفمبر 2020 - 15:27

أخصائية:”كورونا” يمثل تهديدا لصحة مرضى السكري بمن فيهم الأطفال

  • Whatsapp

أكدت الطبيبة سعاد أوزيت، الأخصائية في التغذية وداء السكري، أن فيروس “كورونا” يمثل تهديدا قويا لصحة وسلامة المرضى الذين يعانون من داء السكري، بمن فيهم الأطفال.

وعزت الأخصائية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري الذي يصادف14 نونبر من كل سنة، الخطورة التي يمثلها الفيروس على مرضى السكري، والحال نفسه بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة أخرى، إلى ضعف المناعة لدى هؤلاء الأشخاص حتى وإن كانوا أطفالا، مما يتطلب التزام الحذر الشديد من قبلهم.

وقالت، إن فيروس “كورونا” أثر سلبا على المصابين بهذا الداء، خاصة خلال فترة الحجر الصحي التي اضطرت السلطات المعنية إلى فرضها بسبب التداعيات الكبيرة للجائحة، وذلك بالنظر إلى ما تستلزمه حالتهم الصحية من حاجة متواصلة للعلاج والمراقبة والوقاية والحمية وممارسة الرياضة.

وعليه، تضيف هذه الطبيبة، يبقى المريض مطالبا، أكثر من غيره، باحترام إجراءات السلامة والوقاية، من وضع للكمامة وتباعد بدني وتفادي الأماكن المزدحمة، إلى جانب الحرص على عدم الذهاب إلى العيادات الطبية إلا بمواعيد مسبوقة لتجنب الاكتظاظ.

وبخصوص الأطفال المصابين بداء السكري، أبرزت المتحدثة ذاتها، أن مختلف المعطيات تشير إلى الارتفاع المسجل في عدد الحالات المصابة بهذا الداء من النوع الأول، والذي يتسبب في عدم إنتاج جسم الطفل لهرمون الأنسولين، وهو من الهرمونات المهمة جدا.

وأوضحت، في هذا الصدد، أن ارتفاع عدد الأطفال المرضى بالسكري قد يكون من بين أسبابه تعطل عمل البنكرياس وهو العضو المسؤول عن إفراز العصارات الهضمية إلى الأمعاء الدقيقة، وفي هذه الحالة يعجز البنكرياس عن إفراز كميات كافية من مادة الأنسولين (هرمون مطلوب للسماح للسكر/الغلوكوز بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة)، أو إنه يتوقف عن إنتاجها نهائيا.

وحسب هذه الأخصائية، فإن عدم إفراز كمية كافية من مادة الأنسولين، يتسبب في تراكم السكر في مجرى دم المصاب، وإذا لم يعالج الطفل، فقد يسبب ذلك مضاعفات تهدد حياته، وتؤثر على الأعضاء الرئيسية في الجسم، خاصة القلب والأوعية الدموية والأعصاب والكلي والعين، فضلا عن هشاشة العظام.

وأشارت إلى أن الدراسات العلمية لم تكشف إلى حد الآن عن السبب الرئيسي لهذا المرض، ويبقى السبب غير معروف، مضيفة أن الطفل المصاب بهذا النوع من الأمراض يحتاج إلى مادة الأنسولين حتى يظل على قيد الحياة.

وهو ما يفرض، تردف هذه الأخصائية، تعويض مادة الأنسولين الضرورية والمفقودة في الجسم سواء من خلال الحقن أو عبر مضخة الأنسولين، وكذا مساعدته على التعرض لأية مضاعفات محتملة، عبر الحفاظ على السيطرة على مستوى جيد من سكر الدم قدر الإمكان، واتباع تناول نظام غذائي صحي وممارسة الأنشطة البدنية، والقيام بزيارات منتظمة للطبيب المختص، وإجراء فحوصات سنوية.

وسجلت أن المصابين بالنوع الأول لداء السكري لدى الأطفال يهم الصغار الذين تفوق أعمارهم السنتين، إلا أنه في السنوات الأخيرة لوحظ أن معدل السن انخفض ليشمل حتى المتراوحة أعمارهم ما بين أربعة أشهر فما فوق، مضيفة أن الأبحاث العلمية ما تزال لم تجد تفسيرا لهذه الحالات المستعصية.

أما النوع الثاني من داء السكري الذي يصيب الأطفال، لكن بدرجة أقل بالمقارنة مع النوع الأول، فهو حالة مرضية مزمنة تؤثر على آلية تعامل جسم الطفل مع مادة السكر (الغلوكوز) في الدم، مما يتسبب في اضطراب في تراكم نسبة السكر في الدم، الذي قد تكون له عواقب خطيرة على المدى الطويل.

وأضافت أن هذا النوع يصيب بالخصوص الأطفال الذين يعانون من السمنة، حيث تتراكم الدهون بشكل كبير في جسم الطفل، وذلك لأن هذه الدهون تقاوم عمل مادة الأنسولين، مبرزة أنه في هذه الحالة يعالج الأطفال المصابون من خلال تناول عقاقير، مع الحمية التي تساهم بشكل كبير في تقليص الدهون التي تقاوم عمل الأنسولين، وبالتالي يعتمد على إفرازات البنكرياس فقط.