اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 16 فبراير 2021 - 09:11
خطييير.. “التأثير الإفتراضي” على الأنترنت يغزو الخدمات الطبية بمراكش
م. ابراهيم – مراكش
لإيجاد منتج أو خدمة، لا أحد يشك في أن المكان المفضل للعثور على المطلوب هو شبكة الإنترنت! بحثٌ بسيط وستصادفون الآلاف من مواقع الويب أو في كثير من الأحيان تجدون “المؤثرين” الذين سيقدمون لكم “الخيار الأفضل” فيما تهتمون به، يبدو هذا مقبولًا أو حتى إيجابيًا اذا تعلق الأمر بمنتجات أو خدمات غير مقننة أو استهلاكية، ولكنَّ تطاول التأثير الإفتراضي على مجالات الخدمات الطبية، يشكل خطرا صريحا على الصحة والسلامة العامة، ويستدعي الوقوف بجدية للتدقيق في مساره!
وبمطالعة محتوى المواقع الاجتماعية بأنواعها، نعاين العدد المتزايد من منشورات المؤثرين المرتبطين بالمجال الطبي: طب الأسنان، التخسيس و خصوصا طب التجميل، وندرك فورا مخاطرَ هيمنة المنشورات العشوائية مقارنةً بالمعلومات الموثوقة المقدمة من قبل المتخصصين المؤهلين.
على سبيل المثال، نجد مغنية شهيرة – بعد زيارة أحد مراكز التجميل- تنصح متابعيها باللجوء إلى “جلسات الليزر” لما لها من نتائج مبهرة، مع أن هذا الأخير يصنف كعلاج طبي لا يخلو من المخاطر والتأثيرات الجانبية كالالتهابات والحروق، ويصفه حصريًا طبيب متخصص، في مقطع فيديو آخر ، تعمد إحدى المؤثرات على اليوتوب الى التعريف بحقن مادة “الفيلر الطبي” للشفتين ونتائجها فيما تذهب الاخرى الى اقتراح إلصاق الإبتسامة السريعة المصنَّعة (snap on smile) لتغطية بعض الاسنان التالفة، ما يسبب حتما تعفنا للثة وروائح كريهة حسب طبيبة اسنان متخصصة. كل هذا المحتوى المُضلِّل يُعرض أمام جمهور متنوع ومُتَلقي بسذاجة احيانا، وربما لم يصل بعد إلى الوعي الازم لتحليل مصداقية و دقة ما يعرض عليه وإستشعار مخاطره المحتملة.
الأمر الأكثر إثارة للصدمة، هي لجوء بعض الأطباء او المراكز الطبية -من أجل جذب المزيد من العملاء- الى خدمات مؤثرات أو مؤثرين مشهورين وبعدد كبير من المتابعين، دون مراعاة توفرهم على المؤهلات اللازمة في مجال الطب وفي غياب تام لمدونة أخلاقية -كمثيلتها الطبية – تمكن من تأطير طريقة تواصلهم وحدود مسؤوليتهم تجاه ما يروجون له.
هذا النهج بالضبط ونظرا لاستفحاله بدأ يثير امتعاظ المتتبعين لمجال الإنترنت فيما يعتبر مجموعة من الأطباء انه يسيء الى القيم النبيلة والانسانية للمهنة الطبية، ولصورة الطبيب بشكل عام في مجتمعنا!!!
