مجتمع | السبت 24 يوليو 2021 - 10:40

الدكتور بن طلحة الدكالي: الجزائر تعيش صراعا هوياتيا .. والحراك الشعبي يرفض اختطاف التاريخ

  • Whatsapp

سلّط محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، الضوء على الهوية الجزائرية التي أكد أنها تتكون من مجموعة هويات.

ويشرح الدكالي أن هذه الهويات “لم تكن موجودة من قبل، لأنه وطوال التاريخ لم يكن هناك بلد اسمه الجزائر يتوفر على الخريطة الموجودة حاليا”.

ولفت الأستاذ الجامعي بن طلحة إلى أن فرنسا “عملت على إنشاء هذا الكيان من خلال الجنرال شنايدر سنة 1839، وضمت إليه الكثير من المناطق والشعوب”.

وشدد المتحدث نفسه، على أن الجارة الشرقية للمملكة “عرفت منذ بداية استقلالها صراع هوية، لكون الذين أخذوا السلطة بالقوة تبنوا هوية لا تتماشى مع الواقع الجزائري”.

واسترسل المحلل بأن السلطة الحاكمة بالجزائر حاولت أن تستند إلى أسطورة الانتصار البطولي لإضفاء الشرعية على عمليات الاستحواذ على السلطة بالقوة”، وفق تعبيره.

وبعد تأكيده أن الهويات الجزائرية تتكون من شعب الأزواد والطوارق في الجنوب، وشعب القبائل في الشمال، ثم الأقلية المزابية في الوسط، أوضح الأستاذ الجامعي أن من بين أسباب تعثر المشروع الهوياتي بالجزائر “نجد طبيعة البناء الفوقي الذي خضع للمزاج السياسي والإيديولوجي والتجاذبات بين أصحاب القرار الذين عجزوا عن توفير بيئة حاضنة لكل الهويات”.

وينضاف إلى ذلك، وفق بن طلحة دائما، كون نظام الحكم “تشكل بالقوة في الجزائر وباتت الدولة منقوصة الشرعية الديمقراطية، ولم تراع خصوصيات الشعوب المكونة للفسيفساء الجزائري”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحراك الذي تعرفه اليوم الجزائر “يدعو إلى التوقف عن اختطاف التاريخ واستخدامه لتحقيق مآرب خاصة، ويدعو إلى ضرورة أن تقوم الدولة على المواطنة، وعلى مشروع سياسي يسعى إلى أن يكون استمرارا للمشروع الذي تم اغتصابه”.

وأردف بن طلحة بأن “الجميع يسعى إلى أن يحترم حكام الجزائر منطوق الدستور الجزائري وأن يطبقوه على أرض الواقع، وأن يعوا أننا نعيش على وقع الجغرافيا ووعود التاريخ، أي نهاية عهد الخرائط التي خطتها أيدي المستعمر وبروز القوميات من جديد مطالبة بإعادة تشكيل المنطقة على أساس توازنات جديدة” حسب موقع هسبريس.

* الدكتور محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش