اخبار جهة مراكش | السبت 24 يوليو 2021 - 16:41

حول قضية “بيغازوس”

  • Whatsapp

بقلم الدكتور هشام برجاوي
باحث في العلاقات الدولية

من المُستبعَد أن تنجُم عن الجدل الذي رافق ما ذكرته “أمنيستي” والشركة الإعلامية “قصص محرمة”، نتائجُ سياسية ثقيلة، خصوصا عند استحضار حجم ونوع التعاون الاقتصادي والأمني بين الدول المعنية، إذ نجد أن عمق الترابط فيما بينها، قريب جدا من بناء علاقة سببية، مفادها أن إيقاف التعاون، أو التقليص منه، سيفضي إلى اختناقات تنموية وأمنية.

أيضا، من المحتمل أن ترتبط قضية “بيغازوس” بتصفية حسابات، إن لم تكن بين الحكومات، فبين “تيارات تحت-حكومية أو موازية للحكومات” :
Courants infra-gouvernementaux ou trans-gouvernementaux.

إن ما قام به المغرب، دبلوماسيا، خصوصا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لن يُبْقِيَ أوروبا الغربية، وهي التي كانت، إلى وقت قريب، تُعتبر الحليف الاستراتيجي والكلاسيكي للمغرب، صامتة أو مكتوفة الأيدي، لأن ما وقع أَحْدَثَ ارتجاجا لا يستهان به في التوازنات والاصطفافات الاستراتيجية التقليدية الحائمة حول الصحراء المغربية.

لذلك، فقضية “بيغازوس” يمكن اعتبارها “ضغطا غير رسمي”، على الأقل من حيث الشكل، على المغرب، وبداية صنف جديد من الضغط على تفوقه الدبلوماسي يهدف إلى تقويض الثقة في مؤسساته وتغذية تيارات داخلية مناوئة.

إن تاريخ العلاقات بين الدول يوضح أنه عندما تحقق دولة ما مكتسبات وازنة على صعيد سياستها الخارجية، فإن أعداءها سيبذلون كل ما هو متاح لتعريضها للتآكل الداخلي.