اخبار جهة مراكش | الإثنين 23 أغسطس 2021 - 08:14

الدكتور الدكالي: الجزائر تجتهد في بناء دولة فاشلة بتصدير أزمات داخلية إلى المملكة

  • Whatsapp

تعيش الجارة الشرقية الجزائر على وقع مجموعة من المشاكل، التي تحاول جاهدة عبر نظامها رميها إلى المملكة، واتهامها بالوقوف وراءها، آخرها الحرائق التي أتت على غاباتها، وجعلتها تلجأ إلى الاستنجاد بأوروبا رافضة المساعدة المغربية.

ولعل التوجه الذي تسلكه الجارة الجزائر، والعداء الذي تكنه للمغرب، جعل منه نظامها عقيدة استراتيجية تضر بالشعب الجزائري أكثر مما تخدمه، في الوقت الذي تتجند الدول لمواجهة التحديات الاقتصادية بدلا من تصدير الأزمات إلى الخارج.

ويرى الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن ما يقوم به النظام الجزائري هو “اجتهاد في بناء دولة فاشلة”، وفق تعبيره.

ويوضح بنطلحة أن الدولة الفاشلة تظهر أعراضها الأولى عندما تستحوذ على زمام الأمور طغمة عسكرية تحت قناع مؤسسات جوفاء تحركها أياد خارجية، حيث تصبح تلك المؤسسة العسكرية عبارة عن دولة داخل الدولة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن بناء الدولة الفاشلة يبدأ انطلاقا من قيام المؤسسة العسكرية الحاكمة بسلب حرية الرأي، وقمع كل رأي مخالف، وسلب شرعية أي حراك مجتمعي.

كما أن الدولة الفاشلة، حسب المتحدث نفسه، “تجعل من العداء الاستراتيجي لجيرانها عقيدة وأيديولوجية ثابتة. كما تبحث عن خلق النزاعات في محيطها، وتقوم بتعديلات دستورية تسمح لها بالقيام بمهام أمنية قذرة خارج حدودها”.

وأكمل المحلل: “هي في ذلك تبحث عن زعامة إقليمية وهمية، بل تنشئ مليشيات انفصالية تقوم بتمويلها وتسليحها من أجل زرع الانشقاق وتشجيع الانفصال عند جيرانها، ولو تطلب ذلك تجويع شعبها، كما تقوم بشراء السلاح وتكون المستورد الأول له في قارتها”.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن الدولة الفاشلة، التي تحاول إلصاق الحرائق بعدو خارجي مفترض، في إشارة إلى المغرب، تعمل جاهدة على “تصدير أزماتها من أجل الاستهلاك الداخلي، حيث تراجع اقتصادها بشكل مهول، وتعاني من عجز كبير على مستوى الموازنة العامة فاق 22 مليار دولار، وسط علامات استفهام حول السبل والبدائل التي ستواجه بها هذه الوضعية غير المسبوقة، حيث يطرق اقتصادها أبواب المنطقة الحمراء تحت ضغط أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة”.

وبعد أن استعرض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تتخبط فيها الجزائر، ومعاناة الشعب الجزائري من هذا الوضع، أوضح بنطلحة أن “الثابت في تاريخ الأنظمة السياسية أن عدم التفاعل بمضادات حيوية لمواجهة الأعراض المذكورة، تكون من الأسباب التي تسرع دخول الدولة إلى حالة الفشل”.

– مقال منشور بموقع هسبريس

* الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش