مجتمع | الجمعة 31 ديسمبر 2021 - 10:56

الدكتور الدكالي: الجزائر تستميل موريتانيا في محاولة للتضييق على المغرب‬

  • Whatsapp

بات التقارب المغربي الموريتاني يثير توجس الجزائر التي تُسارع إلى استمالة نواكشوط بتوقيع اتفاقيات تعاون تشمل عدة قطاعات، رغم الأزمة المالية التي يعانيها “قصر المرادية” في ظل الجائحة، بشهادة البنك الدولي الذي أصدر تقريرا أخيرا حول الوضعية الداخلية بالجزائر.

وفي هذا الصدد، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، إن “العلاقات المغربية الموريتانية شهدت تحركا إيجابيا، خاصة في السنتين الأخيرتين؛ ذلك أن مسؤولي البلدين عبّرا عن رغبتهما الكبيرة في تعزيز هذه العلاقات وتوسيع آفاقها وتنويع مجالاتها”.

وأضاف الدكالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يعد المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا، كما أنه أول مورد إفريقي للسوق الموريتانية بنسبة تفوق 50 في المائة؛ بينما تستورد موريتانيا منه ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع”.

وأوضح الباحث الجامعي ذاته أن “حوالي 60 في المائة من الطلاب العرب الذين يتابعون دراستهم بالمغرب موريتانيون، ما يدل على أهمية البعد الإنساني في توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين”، ثم زاد أن “البلدين تحدوهما الرغبة المشتركة في تفعيل آليات التعاون، خاصة في المجال الاقتصادي عن طريق تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار”.

وتابع الأستاذ الجامعي بأن “هذه القفزة النوعية في العلاقات بين البلدين لم ترق لحكام الجزائر الذين يسعون بكل السبل لسنين طويلة إلى عزل موريتانيا عن المغرب، ووضع العراقيل بينهما؛ مع العلم أن نواكشوط تحاول دائما الحفاظ على توازناتها لنسج علاقات تعاون مع الجارتين، نظرا للحدود المشتركة التي تجمعهما”.

“تعد موريتانيا طرفا هاما في حل معادلة قضية الصحراء المغربية، بحكم التفاعل التاريخي الموريتاني في المنطقة”، يقول بنطلحة الدكالي، مردفا: “كما أن موريتانيا تدرك جيدا حجم الكلفة التي تدفعها شعوب المنطقة جراء عدم قيام اتحاد مغاربي قوي وفعال ومتكامل، كما صرح بذلك الرئيس الغزواني في مقابلة صحافية مع مجلة الاقتصاد والأعمال اللبنانية”.

واستطرد المتحدث ذاته: “حكام الجزائر يسعون بكل السبل إلى توقيف دينامية العلاقة بين المغرب موريتانيا، إذ سارعوا إلى الهرولة تجاه موريتانيا، حيث وقعوا العديد من الاتفاقيات في شتى المجالات، ما يبين أن التحرك الجزائري لا يخرج عن نطاق رد الفعل تجاه الدبلوماسية المغربية الاستباقية”.

وأشار الباحث نفسه إلى أن “حكام الجزائر جعلوا من العداء للمغرب عقيدة ثابتة لهم، موجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية، ولو على حساب قوت شعبهم، حيث يحاولون استمالة جل دول المنطقة لتضييق الخناق على المغرب”، خالصاً إلى أن الجزائر “لن تستطيع الوفاء بوعودها المعسولة تجاه دول المنطقة بسبب أزمتها الاقتصادية الخانقة”.