اخبار جهة مراكش | السبت 26 فبراير 2022 - 11:45

تراث وتاريخ مراكش ضمن المقررات الدراسية للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية

  • Whatsapp

باشرت المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة اعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، منذ تأسيسها في تحيين مقررها الدراسي والتدريبي المندمج والمنفتح باستمرار، لضمان مشروع بيداغوجي يتماشى مع تطلعات المؤسسة والسوق الوطني والدولي، وبمناسبة حلول الاسدس الثاني من السنة الدراسية 2021/2022، أعلنت ادارة المدرسة على مجموعة من التخصصات الدراسية العلمية الميدانية الموازية والتكميلية، والتي تقدمها عبر منصتها الالكترونية وباقي مواقعها الاجتماعية، وذلك من أجل تعزيز قدرات الطالب المعرفية ومهاراته الإبداعية والتواصلية وجعله قادرا على الانخراط فعليا في المشاريع المجتمعاتية والانشطة الميدانية التي تمكنه من اليات البحث العلمي وتشجعه على تحقيق التميز في مساره الدراسي، وتأهله للقيام بالدور الرئيسي المنوط به كمهندس معماري، من جهة، ونشر ثقافات البناء والهندسة المعمارية والتعمير من جهة أخرى.

ومن بين هذه اللقاءات تخصص المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش برنامج تكويني خاص بتاريخ مدينة مراكش لتمكين الطلبة والمتابعين على المنصات من استحضار الفترات التاريخية التي شهدتها المدينة الحمراء، بالإضافة إلى مسح واسع لمجموعة كبيرة من المواضيع والإشكاليات المتنوعة التي تتعلق بالفضاءات والمباني العريقة التي تؤرخ للمدينة التاريخية.

كما يسعى البرنامج الى مناقشة وعرض وجهات نظر تاريخية مختلفة ومتنوعة من خلال مقاربات ومدارس داخلية وأجنبية، بالإضافة إلى تعلم الطالب المهندس كيفية استخلاص التاريخ الهيكلي وتاريخ الأحداث من المصادر المكتوبة والشفهية، وتوسيع مداركه من خلال معرفة مراحل التطور العمراني والتعميري للمدينة مع الوقوف على أبرز معالمها ورجالاتها التي حققت استمرارية وجودها الى حد الان بتراثها المادي واللامادي الغني والمتنوع.

‎كما يسعى البرنامج إلى تمكين المستفيدين والمستفيدات، من آليات الحماية الحكيمة للتراث المبني وثقافات البناء وتقاليد التخطيط المعماري والعمراني، من خلال استحضار البعد التاريخي والكرونولوجي المتعلق بحضارتنا بشكل منهجي، بهدف إعادة النظر في أساليب تدخلنا في إنشاء وبناء تراث الغد، خصوصا عندما يتعلق الامر بمدينة عريقة تتجاوز قيمتها النظرة المجالية للموضوع بل هي فرصة كبيرة لطلبة المدرسة للاشتغال عليها ميدانيا من خلال أجرأة المناهج التي يتم تدريسها لحماية البناء المسؤول والمكتفي، ويبرز البرنامج أهمية التفكير في اعتبار مدينة مراكش مدرسة تستحق أن يتم تدريسها وإعادة تأهيلها في المناهج المدرسية والجامعية.

‎وتتطلب برمجة التدخلات في أنسجة التراث المبني بمراكش مهارات خاصة بها. فبالنظر لهشاشة الأمكنة والمواقع التاريخية، سترتبط استدامة التدخلات المراد انجازها بالمعرفة والتحكم والاحترافية، لأن الأمر يتعلق قبل كل شيء بذاكرة المكان التي يجب أن تقاَبل بمستقبلها الُمَخَّطط له.

وبالتالي سيستجيب التدخل في التراث لأهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية المندمجة، الحريصة على ازدهار الإنسان واحترام بيئته.

كما يجب أن تكون هناك معرفة معمقة ودقيقة على مختلف المستويات: كالمستوى التاريخي، الذي يقوم باستعراض الحالة الأولى للأمكنة وتطورها والتدخلات المعاصرة بها. بالإضافة الى القيام بإجراءات تصحيحية واستشرافية فيما يخص الأمكنة التراثية الحساسة والمهددة بالخراب، كما هو الشأن بالنسبة للمدن العتيقة والقصور والقصبات. أما بالنسبة لتدبير هذه المواقع، فيجب أن يدخل في إطار مشاريع للأولويات مع برامج للتدبير، التقييم، دراسة الانعكاسات، البحوث الأثرية والبرمجة الثقافية.