وشكل هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، “مناسبة لتبادل ومناقشة نتائج الإنجازات التي تم تنفيذها، مع عرض وتقديم الوقع الإيجابي والممارسات الجيدة التي مكنت من تحقيق الأهداف المنشودة، بالإضافة الى وضع خارطة طريق بغية استدامة هذا البرنامج”.
وأوضح مدير تدبير المشاريع بوكالة التنمية الفلاحية، فؤاد جينات، في تصريح للصحافة، أن “هذه الندوة تهدف إلى عرض نتائج برنامج تنمية المناطق الجبلية، الممول من قبل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بمبلغ 40 مليون درهم، والذي يهدف إلى تطوير سلسلتي الإنتاج النباتي والحيواني، على مستوى إقليمي صفرو وأزيلال، وهما منطقتان جبليتان بامتياز”.
وأوضح أن هذا الاجتماع شكل أيضا فرصة لتقاسم التقدم المحرز في المشاريع مع مختلف الشركاء والفاعلين المعنيين، وكذا الأعمال المبتكرة والمبادرات الناجحة التي تم إنجازها في إطار هذا البرنامج، خاصة في ما يتعلق بتطوير سلاسل الإنتاج، وعمل التكيف مع تغير المناخ.
من جهته، قال شكيب النماوي، المكلف بالبرنامج القطري، والمسؤول عن مكتب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بالمغرب، في تصريح مماثل، إن برنامج تنمية المناطق الجبلية يستهدف المستغلين الصغار والمتوسطين (الفلاحين، مربي الماشية، ومربي النحل) والفلاحين الذين لا يملكون أراض، والشباب والنساء الراغبات في إنجاز أنشطة مدرة للدخل، أو إنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة.
وأوضح أن “مهمة البرنامج تتمثل في تنويع مصادر دخل النساء والرجال والشباب، الذين يعيشون في المناطق الجبلية بإقليمي صفرو وأزيلال، من خلال تأمين تطوير وتثمين سلاسل فلاحية تحقق ربحا أفضل، وقيمة مضافة أكبر”.
أما جميلة أولفقير، ممثلة تعاونية نسوية تنشط في مجال النباتات الطبية والعطرية، وتقع بجماعة زاوية أحنصال القروية بإقليم أزيلال، فأبرزت أهمية برنامج تنمية المناطق الجبلية، من حيث تحسين الدخل، والظروف المعيشية للساكنة القروية في المناطق المستهدفة.
وأوضحت أولفقير “لقد مكننا هذا البرنامج من الزيادة في نشاطنا، لا سيما إنتاج وتسويق الزعفران، مما أتاح لنا إمكانية خلق فرص عمل لنساء المنطقة، والمساهمة، بالتالي، في محاربة ظاهرة الهجرة القروية”.
ويهدف برنامج تنمية المناطق الجبلية (PDRZM) الممول من طرف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إلى الحد من الفقر بنسبة 30 بالمئة في أفق العام 2030، وتحسين الظروف المعيشية لسكان المناطق الجبلية، على مستوى إقليمي صفرو وأزيلال، وذلك لفائدة 385 ألف مستفيد.
ويعد هذا البرنامج من أهم النماذج الناجحة للفلاحة التضامنية، التي أطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك بفضل خصوصية مقاربته الحديثة والديناميكية، وكذا بالنظر لأهميته وطبيعة مكوناته.
ويهدف، أيضا، إلى تطوير السلاسل الفلاحية، وتعزيز تكيف الفلاحين المستهدفين لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، والتدبير المعقلن للموارد الطبيعية، وتشجيع الاندماج القوي للمرأة القروية والشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذا تنمية وترسيخ النظام المقاولاتي في هذه المناطق النائية.
كما تعمل وكالة التنمية الفلاحية، منذ انطلاق استراتيجية الجيل الأخضر، وتحت رعاية وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات على تطوير مختلف مجالات التنمية الفلاحية، ولاسيما تشجيع استقلالية المرأة القروية، وتنمية روح المقاولة لفائدة الشباب، بالإضافة الى مكافحة التغيرات المناخية، والتي تعد أيضا من بين أهداف برنامج تنمية المناطق الجبلية.