تسليط الضوء على تاريخ منبر الكتبية وترميمه

تسليط الضوء على تاريخ منبر الكتبية وترميمه

نظمت، أمس الخميس بقصر البديع بمراكش، أنشطة ثقافية وفنية متعددة تروم إعادة اكتشاف تاريخ منبر الكتبية وتاريخ ترميمه، بحضور متخصصين وشخصيات مغربية وأجنبية مهتمة بالتراث المادي واللامادي بالمملكة.

وتأتي هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة من قبل محافظة قصر البديع وجمعية (ATEED)، تحت شعار “منبر الكتبية.. ذاكرة وذكرى”، والتي تندرج في إطار “شهر التراث” (18 أبريل- 18 ماي)، بعد مرور 20 سنة على ترميم منبر الكتبية سنة 1998، من قبل أخصائيين من متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك وصناع تقليديين مغاربة، وكذا على حفل تدشين المعرض الدائم حول المنبر، الذي ترأسه، في شهر أبريل من سنة 1998، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولي العهد آنذاك.

وفي مداخلة لها خلال الجلسة الافتتاحية لهذه اللقاء، أبرزت فاتن صفي الدين، مؤرخة وناقدة فنية، أن منبر الكتبية المخصص للصلاة، يعد أقدم منبر مصنوع من الخشب تمت المحافظة عليه في حالة جيدة بالعالم الإسلامي، مشيرة إلى أن فكرة ترميم هذه التحفة الفريدة قد تولدت منذ سنوات التسعينيات من القرن الماضي خلال لقاء بالولايات المتحدة مع الفنان التشكيلي الراحل محمد المليحي الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير الفنون بوزارة الثقافة، والمتبرعة الأمريكية باتي كادبي بيرش.

وأشادت، في هذا السياق، بهذه المتبرعة الأمريكية الشغوفة بالفن الإسلامي والعاشقة للمغرب والتي تبرعت بمليون دولار لترميم منبر الكتبية مثلما أهدت 1500 قطعة التي تعد اليوم من المكونات الأساسية لمتحف الروافد “دار الباشا” بمراكش.

كما تميزت هذه التظاهرة الثقافية، على الخصوص، بعرض شريط حول حفل تدشين المنبر ، بقصر البديع، بالإضافة إلى مداخلات حول الدلالة التاريخية والفنية لمنبر الكتبية.

وكان الجمهور على موعد أيضا مع شهادات لصناع تقليديين شاركوا في ترميم المنبر ، والذين عبروا ، بالمناسبة، عن اعتزازهم بالمشاركة في ترميم هذه التحفة الفريدة من تحف الفن الإسلامي ، مبرزين أن الصناع التقليديين المغاربة معروفون على المستوى العربي والدولي بمهاراتهم في مهن البناء والنحت على الخشب والزليج والجبس وحرف تقليدية أخرى.

كما تم عرض فيلم وثائقي حول ترميم منبر الكتبية من إنتاج باتي كادبي بيرش، وإخراج فاتن صفي الدين سنة 1998.

وسيتم عرض هذا الفيلم الوثائقي بشكل مستمر في قصر البديع من أجل تمكين الجمهور العريض والمتخصصين من إعادة اكتشاف تاريخ هذه التحفة الفنية العربية الأندلسية وتاريخ ترميمها.

كما سيكون الجمهور على موعد مع افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية “من المحافظة إلى العرض”، يعرض مجموعة من الصور تؤرخ لمراحل ترميم منبر مسجد الكتبية في أواخر القرن الماضي.

وأكدت محافظة قصر البديع، حسنة حداوي، في تصريح للصحافة، أن هذا المنبر، الذي يعد من أروع جواهر الفن الإسلامي في الوقت الراهن، قد تم تشييده في عهد علي بن يوسف بن تاشفين الذي طلب من حرفيين وفنانين تشكيليين من قرطبة بإنجازه.

وأشارت إلى أن مدة بناء هذا المنبر، وهو واحد من أجمل التحف التي عرفها ذلك العصر، كما كانت من أشهر الأعمال الفنية الإسلامية لمؤلفين عرب وإسبان، قد استغرقت حوالي 8 سنوات، موضحة أنه تم نقل المنبر إلى مدينة مراكش على شكل قطع وتم تجميعها هناك.

وبخصوص عملية ترميم المنبر، أبرزت حداوي، أن متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك قد أولى عناية خاصة بهذا العمل الرائع المتميز في كل مرحلة من مراحل الترميم، مع إعطاء نفس العناية لطبيعة المواد المستعملة في إنجازه، وأهميته الدينية والتاريخية، وكذا الأخذ بعين الاعتباء لمظهر الجمالي.

videossloader مشاهدة المزيد ←