وتميز هذا اليوم الدراسي، المنظم بشراكة مع محافظة موقعي أغمات وتنمل، والذي حضره ثلة من المهندسين والخبراء في مجال البحث الأركيولوجي، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني و السلطات المحلية، بافتتاح معرض فني وتقني بموقع اغمات الأثري، من إنجاز طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وكذا بتقديم مشروع الدراسة المعمارية لموقع اغمات وتنمل، وهي الدراسة التي تعنى بالشق الخاص بالترميم، وشق التثمين والتأهيل.
وأبرز المتدخلون في اللقاء أهمية هذا الموقع، بالنظر الى المكانة التاريخية التي تحظى بها مدينة أغمات، كمدينة مغربية من العصر الوسيط، تزخر بتاريخ مجيد حافل بعناصر الثقافة المادية، ولاسيما الهندسة المعمارية.
كما أشاروا إلى أن تأهيل موقع اغمات يتطلب تأمينه وإحاطته بسور، وخلق بيئة استقبال، فضلا عن احداث مسلك زيارة بلوحات تعريفية وتشويرية داخل الموقع وخارجه، مما من شأنه أن يخلق جاذبية للمكان.
وقالت محافظة موقعي اغمات وتنمل، نادية البورقادي، في تصريح للصحافة، إن “هذا اليوم الدراسي شكل مناسبة للاطلاع على الموقع والوقوف على بعض الاكراهات التي تواجه مشروع الدراسة المعمارية التي يعرفها الموقع الأثري الذي يغطي مساحة تناهز 3000 متر مربع”.
وأوضحت أن “نجاح هذا المشروع رهين بتضافر جهود كافة الشركاء حتى يتسنى تأهيل و تثمين هذا الموقع، ليكون في المستقبل القريب في مستوى الماضي المجيد، ويشكل بذلك محطة ووجهة تستهوي السياح المغاربة والأجانب”.
من جهته، أبرز محمد بلمجاد، وهو أستاذ مساعد بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، في تصريح مماثل، أن “موقع اغمات الاثري يشكل نموذجا معماريا تاريخيا يغري طلبة المدرسة للاشتغال على ما يزخر به من تصاميم و اشكال هندسية، وطرائق بناء تعتمد على مواد طبيعية”.
و أضاف بلمجاد ان “زيارة الموقع اتاحت للطلبة فرصة انجاز لوحات تتضمن رسومات هندسية للموقع ومجسمات مستمدة من طريقة البناء وشكلها، وهي التي أثث المعرض الفني والتقني بموقع اغمات الأثري”.
وتسعى المديرية الجهوية للثقافة بمراكش- آسفي، من خلال تظاهرة “شهر التراث”، المنظمة إلى غاية 18 ماي الجاري، تحت شعار “عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال”، إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي والتعريف بغنى وتنوع التراث بالجهة، بشقيه المادي واللامادي، وامتداداته الحضارية، وذلك من خلال برمجة غنية، وتوليفة منسجمة من الأنشطة الثقافية، التي تهدف إلى تجويد آليات التثقيف والترفيه وتهذيب الذوق العام.