بعد ظهور بوادر تراجع كبير لإنتاج الزيتون:فلاحو اقليم قلعة السراغنة يناشدون المصالح المركزية لوزارة الفلاحة التدخل لإنقاذ أشجارهم

بعد ظهور بوادر تراجع كبير لإنتاج الزيتون:فلاحو اقليم قلعة السراغنة يناشدون المصالح المركزية لوزارة الفلاحة التدخل لإنقاذ أشجارهم

محمد لبيهي – مراكش الان

يتوقع العديد من المنتجين واعضاء تعاونيات فلاحية وتقنيون مهتمون بقطاع الزيتون الذي يشكل أساس الاقتصاد المحلي، أن انتاج الموسم المقبل سيعرف تراجعا بشكل كبير بنسبة تقدر بأزيد من: 70بالمائة، بسبب قلة التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي المنصرم وبسبب توقف عملية السقي المرتبطة كذلك بالنقص الكبير المسجل في السدود التي تزود الاقليم: بين الويدان، الحسن الأول وسد مولاي يوسف.

ورغم نداءات فلاحين وما يتوفر عليه اقليم قلعة السراغنة، من مؤهلات في هذا القطاع فإن تنميته لازالت تواجهها عراقيل تحول دون تطوير القطاع.

ويتمثل ذلك أساسا مثلا في: النقص الحاصل في حلقات الارشاد الفلاحي والعناية بالمساحات المزروعة باشجار الزيتون من طرف المصالح التابعة لوزارة الفلاحة للحد من معاناة الفلاحين، بالاضافة الى ما كانت تخلفه طرق جني وتحويل الزيتون وتحسيس الفلاحين والمصنعين وغياب علاقة تربط المنتج بالمصنع بالإضافة إلى ضعف التنظيمات المهنية.

فعلاوة على أن الإقليم يتوفر على بعض الجمعيات (جمعية منتجي الزيتون بإقليم قلعة السراغنة التي أسست سنة 1998)، والتي توقف نشاطها منذ سنوات لأسباب غير معروفة، فان القطاع الذي تضرر كثيرا بسبب الجفاف، ولازال يحتاج إلى وضع برنامج عمل يهدف إلى تحسين المؤهلات الإنتاجية لاغراس الزيتون بإتباع تقنيات أكثر نجاعة، والحث على انجاز عمليات الصيانة كالتقليم والتسميد وإنشاء بساتين نموذجية وتكوين اليد العاملة ودعم وتحسين حماية أغراس الزيتون من الأمراض.

ويذكر أن ما سببه مثلا مرض عين الطاووس في السنوات الماضية، وما نتج عنه من خسائر فادحة تطلبت تدخل المصالح المركزية لوزارة الفلاحة، إلى غير ذلك من المعيقات التي يعلمها ذوي الاختصاص.

وبرأي المهتمين بالقطاع، يبقى على أعضاء ومنخرطي الجمعية المذكورة وجميع المهتمين بالقطاع، ومختلف المصالح المسؤولة على تنمية القطاع، العمل على تنفيذ توصيات اليوم الدراسي الذي نظم سابقا بمدينة العطاوية، وكلف غلافا ماليا مهما وحضره أساتذة باحثون ومنتجون وفلاحون. وتدخلات مسؤولي القطاع الفلاحي والمساهمة في تقديم المساعدة التقنية، ودعم المنتجين وعموم الفلاحين المتضررين من تداعيات شح الأمطار وغلاء أسعار الأدوية من خلال برامج عملية وتنمية القطاع الذي لازال يحتاج إلى الرفع أكثر من مستوى الإنتاج مقارنة مع المؤهلات المتوفرة.

وبالرجوع إلى النتائج المحصلة مثلا في المناطق البورية السنوات الأخيرة، والتي لا تتعدى نسبة دون المتوسطة في الإنتاج، فإن الخلل يؤكد بان وضعية القطاع لازالت تعاني من ضعف كبير على مستوى الإنتاج بالمناطق السقوية التي كانت تبلغ بها نسبة الإنتاج معدلات عموما لابأس بها في المواسم الفلاحية التي تعرف تساقطات مطرية منتظمة.

إن تثمين الإنتاج يرتبط ارتباطا وثيقا يقول المختصون، بإدماج قطاع الزيتون بمختلف مكوناته في النسيج الاقتصادي لاقليم قلعة السراغنة. ولذلك لابد من وضع برنامج يهدف إلى تنظيم طريقة تحديث الوحدات الصناعية التحويلية وذلك من خلال تحسيس الفلاحين والمصنعين، وعصرنة المعصرات التقليدية.

وحتى يتحقق نهوضا شاملا بهذا القطاع الحيوي وانقأذ أشجاره، والذي يشغل نسبة هامة من سكان الإقليم، فإن الأمر أصبح يتطلب-برأي الفلاحين- تدخل المصالح المركزية بوزارة الفلاحة المسؤولة والسلطات الإقليمية ومسؤولي المديرية الجهوية للفلاحة عوض بقائها مكتوفة الأيدي، لانقاذ أشجار الزيتون والضيعات المتضررة، وتقديم مساعدات للفلاحين للتخفيف من معاناتهم اليومية، وتنظيم خلق برامج حقيقية وعملية وتفعيل بعض المؤسسات المرتبطة به كالمجلس الجهوي للزيتون الذي تأسس منذ سنوات بهدف برمجة التدخلات الممكنة وتنمية الشراكة، من أجل حماية أشجار الزيتون وكذا تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بشأن تنمية القطاع: والتي سبق توقيعها ما بين الغرفة الفلاحية ومكتب الحوز والمديرية الإقليمية للفلاحة لتحقيق تنمية حقيقية، وضمان طرق ناجعة لصيانة المغروسات وتطوير طرق وتقنيات الجني وضمان على الأقل مايكفي لتغطية متطلبات الحفاظ على المساحات المهددة بالضياع.

videossloader مشاهدة المزيد ←