كان الرهان على التعبئة المجتمعية، وتطبيق استراتيجية الإدماج المدرسي المؤسس على مبدأ التربية للجميع بالاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش يكمن بداية في قدرتها على تجسيده ثقافة وممارسة وتحويل الوعي والاقتناع به الى مسؤولية، اقتضت بداية تحريك مختلف الفاعلين في المدرسة من اطر تربوية وإدارية وجمعية الآباء وفعاليات المجتمع المدني والجماعات الترابية لجعلهم شركاء أساسيين في توفير شروط وضمانات تعليم يستوعب كل الاطفال بمن فيهم الاطفال الذين يتعرضون في غياب اهتمام فعلي باحتياجاتهم الى التعثر او التسرب والهدر المدرسي، وايضا عبر الحرص على استكمال اولويات سنوات التمدرس الالزامي، وتأمين التمدرس الاستدراكي، وبصفة خاصة تمدرس الفتاة في العالم القروي.

ضمن هذا السياق، وفي هذا الإطار انتظم صباح يوم أمس الخميس 20 اكتوبر بمقر عمالة الحوز، لقاءا تواصليا جهويا حول عملية قافلة للتعبئة المجتمعية من أجل الإدماج المباشر وتشجيع تمدرس الفتاة، تحت شعار من أجل تعبئة مجتمعية، هذا اللقاء اشرفت على تنظيمه الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي بتنسيق مع عمالة إقليم الحوز، وبشراكة مع رئاسة النيابة العامة ، و بدعم من منظمة اليونيسيف وامارة موناكو.

وحسب مصفوفة تاطيرية صادرة عن الجهات المنظمة فهذا اللقاء التواصلي الجهوي ، يندرج في إطار تنزيل مقتضيات القانون الاطار 51.17، خاصة المادة 19 المتعلقة بالزامية تمدرس جميع الاطفال من اربع سنوات الى متم 16 سنة، وتنفيذا لإعلان مراكش 2020، والالتزامات المتضمنة في اتفاقية الشراكة والتعاون بين الوزارة و رئاسة النيابة العامة في مجال اعمال الزامية التعليم الاساسي والحد من ظاهرة الانقطاع عن المؤسسة التعليمية للمساهمة في الحد من زواج القاصر، وتفعيلا للدورية المشتركة بين الوزارة ووزارة الداخلية رقم 21/027 بشان تنزيل احكام القانون الاطار على المستوى الترابي.

الكلمة التوجيهية لمدير الأكاديمية، أبرزت أن هذه الأخيرة، تصع في صلب اهتماماتها موضوع محاربة الهدر المدرسي وهي تنخرط بقوة في تحقيق إلزامية التربية والتعليم، تلك الالزامية التي جعلتها بلادنا أولوية وطنية ورافعة للارتقاء بالفرد والمجتمع، من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع الرامية إلى توسيع العرض المدرسي وتنويعه وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي والعمل على إرساء حصص الدعم المدرسي وتنويع المسالك الدراسية وتوفير فرص التمدرس الاستدراكي سواء من خلال برامج التربية غير النظامية الاساس أو مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد.

واعتبر مدير الأكاديمية ان تنظيم هذا اللقاء الجهوي يشكل فرصة لتثمين ما تم تحقيقه لفائدة أطفالنا في إطار اتفاقية الشراكة التي أبرمت بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة ورئاسة النيابة العامة والتي شكلت مدخلا لتنفيذ وتنزيل مقتضيات إعلان مراكش 2020 والهادف للحد من الهدر المدرسي ومحاربة زواج القاصر، والتي حضيت جهة مراكش آسفي بشرف إعطاء انطلاقته تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة مريم.

وهي فرصة أيضا يضيف مدير الأكاديمية للوقوف على الارقام التي تم تحقيقها بجهة مراكش آسفي في إطار عملية قافلة التعبئة المجتمعية للموسم الدراسي 2021-2022، حيث تم استرجاع 1679 طفلة وطفل بالتعليم الابتدائي، و2673 بالتعلبم الاعدادي، و824 بالتعلبم الثانوي التأهيلي، وبلغ إدماج خريجي مراكز الفرصة الثانية الاساس55.81 في المائة، وبالنسبة الفرصة الثانية الجيل الجديد فقد بلغت 64,71 في المائة.

وأشار مدير الأكاديمية في ختام كلمته أن عملية قافلة التعبئة المجتمعية ما كانت لتحقق الاهداف المتوخاة منها دون التنسيق والانخراط الفاعل والايجابي للسلطات المحلية وعلى رأسها الوالي والعمال والجماعات الترابية وبعض القطاعات الحكومية وجميع الفاعلين التربويين المباشرين وجمعيات المجتمع المدني ومختلف شركاء المنظومة التربوية، كما نوه بالدعم الذي تقدمه منظمة اليونسيف لبرامج محاربة الهدر المدرسي وتشجيع تمدرس الفتيات بالوسط القروي على الخصوص ولبرامج التربية غير النظامية.

وايضا الشراكة مع إمارة موناكو التي تساهم في التعبئة والتغيير من خلال مشروع “مواكبة اليافعين والشباب خلال انتقالهم من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ.

وبعد نقاشات مستفيضة تلت العروض الرسمية المقدمة خلص اللقاء إلى عدة توصيات واقتراحات تهم مجموعة من التدابير التي من شأنها دعم استراتيجية دعم التمدرس والحد من الهدر والتسرب الدراسيبن.