اخبار جهة مراكش | الجمعة 12 مايو 2023 - 07:35

التمويل الأخضر، ضرورة ملحة لإنجاح الانتقال الطاقي بالمنطقة المتوسطية

  • Whatsapp

دعا ممثلو منظمات إقليمية، وخبراء، وباحثون وفاعلون من القطاع الخاص، الأربعاء، بمراكش، إلى تشجيع النهوض بالتمويل الأخضر، باعتباره ضرورة ملحة لإنجاح الانتقال الطاقي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

ودعا المشاركون في منتدى “MED SEI”، المنعقد في إطار الدورة الثانية ل”ميت ميد ويك”، إلى التبادل بين الأطراف المشاركة المعنية، قصد تحديد العراقيل، والظروف الملائمة والتغييرات الضرورية في الأطر القانونية الوطنية لتطوير التمويل الأخضر.

وأوضحت مديرة البرنامج بالمديرية العامة للجوار ومفاوضات التوسّع بالمفوضية الأوروبية، كريستينا كازيلا، أن “هذا اللقاء يهدف إلى تسهيل النقاش بين السلطات العمومية، والقطاع المالي والأطراف المشاركة الأخرى، قصد النهوض بتبادل التجارب والممارسات الفضلى من أجل تسهيل الولوج إلى التمويل الأخضر، الذي يشكل ضرورة ملحة لإنجاح الانتقال الطاقي”.

ومن جهة أخرى، أشادت المسؤولة الأوروبية بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال الانتقال الطاقي، مذكرة بأن المملكة، التي كانت قد وقعت شراكة خضراء مع الاتحاد الأوروبي، “تم إشراكها منذ البداية في مشروع تمكين الانتقال الطاقي في منطقة المتوسط من خلال إجراءات التخفيف البيئية (ميت ميد)، الذي يروم تحسين الولوج إلى تمويل الطاقة المستدامة والنجاعة الطاقية بالمنطقة”.

من جهته،  قال المدير التقني للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ماجد محمود، إن هذا المنتدى مكن من خلق علاقات تآزر بين الفاعلين العموميين والخواص لتطوير الاستثمار الأخضر، الذي يوفر العديد من الامتيازات للمقاولات، لاسيما التقليص من تكاليف الطاقة والانتاج، والتقليص من الكربون والولوج إلى أسواق على الصعيد الدولي بالنظر إلى المتطلبات البيئية.

وكشف الخبير أن  العديد من البنوك المغربية توفر تجارب “معتبرة” في مجال النهوض بالتمويل الأخضر، حيث تمثل نموذجا للمؤسسات المالية في العديد من البلدان الأخرى بالمنطقة، مشيرا إلى أن هذه البنوك تقترح سلسلة من الخدمات التي تشجع أعمال التكيف والحد من المخاطر البيئية.

من جانبها، أكدت الكاتبة العامة للجمعية المتوسطية للوكالات الوطنية لإدارة الطاقة، روبيرتا بونيوتي، أهمية مساهمة القطاع الخاص في تمويل مشاريع الانتقال الطاقي، بسبب النقص في الأموال العمومية من أجل تمويل تدخلات النجاعة الطاقية والاستثمارات الخضراء.

وبعد أن ذكرت بتنظيم مائدة مستديرة لمنتدى “MED SEI”، في أكتوبر الماضي، بالرباط، أكدت بونيوتي أن المغرب “أفضل بلد بالمنطقة في مجال النهوض بالتمويل الأخضر، مدعو إلى تقاسم خبرته مع باقي بلدان المنطقة”.

وأكد باقي المتدخلين، بدورهم، أهمية تسهيل الحوار بين البنوك، والشركاء الماليين، والمؤسسات والفاعلين العموميين والخواص، واقتراح آليات مبتكرة ومساعدة حاملي المشاريع على الولوج إلى التمويل، وعلى الخصوص في بنايات القطاعات العمومية، والقطاع الثالث، والصناعة.

وتندرج هذه التظاهرة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، من قبل الجمعية المتوسطية للوكالات الوطنية لإدارة الطاقة، والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، في إطار مشروع تمكين الانتقال الطاقي في منطقة المتوسط من خلال إجراءات التخفيف البيئية “ميت ميد”.

ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة وتحسين مزيج الطاقة في البلدان المستفيدة، من خلال التركيز على قطاع البناء، عبر مقاربة متعددة المستويات ومتعددة الشركاء ودامجة على المستويين المحلي والجهوي، بغرض النهوض بالتعاون الإقليمي.

ويهدف “ميت ميد ويك” إلى المساهمة في خلق سياقات سوسيو – اقتصادية أكثر استقرارا ونجاعة وتنافسية وصمودا أمام المناخ في البلدان المستهدفة، كما سيمثل فرصة حقيقية لإبراز المؤهلات التي يختزنها المغرب، والتي من شأنها تعزيز جاذبية وتنافسية المنظومتين العمومية والخاصة.