الفنية | السبت 28 أكتوبر 2023 - 10:24

“نتفليكس” وسبيلبرغ يتعاونان في مسلسل عن تاريخ الحياة على الأرض

  • Whatsapp

يتناول مسلسل “لايف أون آور بلانت” Life on Our Planet، الذي تتولى إنتاجه منصة نتفليكس بالتعاون مع ستيفن سبيلبرغ، تاريخ الحياة على كوكب الأرض ضمن صيغة تدفع المشاهد للتسمّر طويلاً أمام الشاشة.

ويبدأ، في مختلف أنحاء العالم عرض المسلسل الذي يمتد على ثماني حلقات عبر منصة نتفليكس. ويتيح هذا العمل للمشاهدين معاينة آخر خمس مراحل من الانقراض الجماعي شهدتها الأرض، أُنجزت من خلال استخدام تأثيرات بصرية ولّدتها أجهزة كمبيوتر.

ويروي العمل، بصوت الممثل مورغان فريمان، أنّ الحياة لطالما وجدت طريقة لتحمّل كل كارثة واجهتها على مدى أربعة مليارات سنة، بدء من العصور الجليدية الهمجية وصولاً إلى النيازك.

وفي كل مرة، تخوض الأنواع الناجية من الكوارث معركة من أجل أن تهيمن، ضمن نمط معارك مُشابه لما يظهر في مسلسل “صراع العروش” Game of Thrones، تتواجه فيها الفقاريات واللافقاريات أو الزواحف والثدييات، بدل ستاركس ولانيستر (عائلتان حاكمتان في المسلسل).

ويقول المنتج المنفذ العام للعمل، دان تابستر: “ما أردنا القيام به وما كان في نيّتنا منذ البداية هو سرد قصة الحياة ضمن مسلسل، وجعل المشاهد يتعلّق بالعمل. فالقصة درامية جداً”. ويضيف: “آمل أن نكون قد حققنا هدفنا، فهذا العمل ربما يكون الأول من نوعه في مجال التاريخ الطبيعي”.

وبغض النظر عن النهايات التشويقية التي تبرز في العمل، يُظهر توتراً كبيراً مع سلسلة من الكائنات المحبوبة والمستضعفة التي تتطوّر رغم المصاعب المحيطة بها، أقلّه لبضع مئات الملايين من السنين.

ويشير تابستر إلى أنّ التعامل مع شركة أمبلن تيلفيجن، للمنتج المنفذ لهذا العمل المخرج ستيفن سبيلبرغ، أتاح تنفيذ مسلسل “ينطوي على عواطف ومشاعر بالشفقة” أكثر من ما تحويه أعمال أخرى عن تاريخ الطبيعة.

ويختار العمل أنواعاً رئيسية كأول سمكة ذات عمود فقري، أو أول حيوان فقاري يهاجر من المحيط إلى الأرض. وبما أنّ 99% من الأنواع انقرضت، لم يواجه مبتكرو العمل مشكلة في الاختيار بينها.

ويقول تابستر: “ثمة ما لا يقل عن مليار نوع منقرض، وكان علينا الحد من هذا العدد عند 65”.

لكنّ الحيوانات التي تم اختيارها غالباً ما كانت أبطالاً غير متوقّعة وناجية محظوظة، على غرار أسماك أرانداسبيس الغريبة الشكل، والتي برزت مع زوال وحوش المحيط الكبيرة وأعادت تشكيل مستقبل الحياة.

ويقول المشرف على المؤثرات البصرية جوناثان بريفيت: “إن أسماك أرانداسبيس عبارة عن هراء وغريبة… لكنها تظهر في العمل لأنّها تؤدي دوراً حاسماً” في التطور.

يدخل المسلسل المنافسة في سوق مزدحمة، إذ سيتواجه مع أحدث مسلسل لهيئة الإذاعة البريطانية بعنوان “بلانيت إيرث 3” Planet Earth III لديفيد أتينبورو، والذي تم إطلاقه أيضاً هذا الأسبوع.

كما يُطرح العمل بعد مسلسل “بريهيستوريك بلانيت” Prehistoric Planet على “آبل تي في بلس”، والذي يروي تفاصيله أيضاً أتينبورو، ويستخدم تأثيرات أنشأت بواسطة الكمبيوتر لإعادة إنشاء عصر الديناصورات.

لكن مسلسل “لايف أون آور بلانت” (الحياة على كوكبنا) يهدف أيضاً إلى التميّز في المنافسة، نظراً للرسالة التي يحملها بتوقيتها ومضمونها.

على الرغم من اهتمام المسلسل بالتشويق والتقلبات في الحبكة، لكن لا نفشي سراً إن قلنا إنه ينتهي ببقاء الحياة، والبشر على أعلى قمة الكائنات.

ومع ذلك، مع وقوع حدث الانقراض الجماعي السادس بسبب تأثير البشرية على الأرض، هناك تحذير عميق أيضاً في هذا العمل.

يقول منتج المسلسل أليستر فوثرجيل: “في الأحداث الخمسة التي شهدناها حتى الآن، كان هناك قاسم مشترك واحد، وهو أن الأنواع المهيمنة التي تدخل في هذا الانقراض لم تخرج أبداً”. ويضيف: “نحن نصنع الحدث السادس، وأعتقد أنك ربما تعتقد أننا النوع السائد في الوقت الحالي”.

ويوضح تابستر: “بطريقة غريبة، هناك رسالة أمل في كل ذلك، لأن هذا ليس فقط أول حدث انقراض يحدث بسبب نوع ما، ولكن لدينا أيضاً القدرة على إيقافه”.