اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 - 10:15

الدكتور بنطلحة يعدد آثار الموقف الأمريكي على قضيتنا الوطنية

  • Whatsapp

مرت ثلاثة سنوات، على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه، حيث كان هذا الإعتراف بمثابة البرهان القاطع للعالم، على الحتمية المطلقة لمغربية الصحراء.

وفي هذا الإطار، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، في تصريح للصحافة، إن الموقف التاريخي الذي تجسد في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، شكل مرحلة جديدة في علاقة البلدين الصديقين، مما يؤكد دعم واشنطن للمغرب كحليف استراتيجي وبلد أمن واستقرار ومنصة أساسية نحو إفريقيا، ويؤكد عمق العلاقات بين البلدين، كما يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بينهما، وللارتقاء بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات.

وأوضح محمد بنطلحة، أن هذا الاعتراف السيادي يشكل انتصارا للديبلوماسية المغربية، مع العلم أن الاعتراف جاء في إطار مرسوم من طرف الأدارة الامريكية، وليس عبارة عن تغريدة كما يحلو لمرتزقة البوليساريو وصانعيهم الادعاء.

وأكد المحلل السياسي، أن المرسوم التنفيذي الصادر عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يلزم الإدارة الأمريكية، ويندرج ضمن الصلاحيات التي يمنحها الدستور الأمريكي لرئيس الدولة، وفقا للفصل الثاني من الدستور الأمريكي.

وأشار، إلى أن المرسوم التنفيذي يمتلك قوة القانون الفيدرالي، كما أن الكونغرس الأمريكي، لا يمكنه إلغاء المراسيم الرئاسية، علما أن القرار الأمريكي المتخذ، هو قرار دولة ويخص مبدأ استمرارية الدولة، وينسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي تدعو إلى حل واقعي وعملي، قائم على الرغبة في التسوية السياسية.

وتابع ذات المحلل، أن هذا الموقف الداعم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، جاء تدعيما لمواقف العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وكذا قرارات العديد من الدول بفتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية المغربية، كما أن هذا الاعتراف غير من التوازنات الاستراتيجية بشمال إفريقيا، وأربك حسابات العديد من الدول، وشكّل ضربة قاسية لحكام الجزائر وصنيعتهم البوليساريو.

وقال بنطلحة، إن هذا الاعتراف الأمريكي، جاء تتويجا لسلسلة من المحطات الإيجابية للديبلوماسية المغربية بفضل الرؤية السديدة للملك محمد السادس.

وأردف الخبير، “اليوم نجد أنه قد مرت ثلاثة سنوات على هذا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين، لاسيما أن المغرب يعد أحد أقوى شركاء الولايات الأمريكية في المنطقة، وهو البلد الوحيد في إفريقيا الذي تربطه اتفاقية تبادل حر مع أمريكا، كما أنه البلد الإفريقي الوحيد، الذي تجري معه تدريبات عسكرية سنوية، بالإضافة إلى كونه من بين ثلاث دول إفريقية تحظى بصفة أكبر حليف خارج حلف الناتو”.

وأوضح بنطلحة، أن دعم أمريكا للموقف المغربي سيمكنها من الحصول على موطئ قدم جنوب المغرب، مما سيساعدها على تعزيز تواجدها في إفريقيا جنوب الصحراء، ويعزز حظوظها في تقوية نفوذها السياسي والاقتصادي في إفريقيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد جددت موقفها الثابت إزاء قضية الصحراء المغربية، مؤكدة دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره جادا وذا مصداقية وواقعية.

وقال محمد بنطلحة الدكالي، إن التأكيدات والإشارات للولايات المتحدة كثيرة في هذا المجال، وأخرها حين أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماتيو ميلر، أن أمريكا تدعم بشكل كامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التوصل دون المزيد من التأخير إلى حل دائم لهذا النزاع الإقليمي، لما يكرس موقف الولايات المتحدة التابث من طرف هذه القوة العظمى.

وتابع، “كما أن نائب وزير الخارجية الأمريكي، جوشوا هاريس، صرح لوسائل الإعلام الجزائرية والدولية من داخل الجزائر، خلال الأسبوع المنصرم، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تدعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لأنه جدي وذو مصداقية، داعيا باقي الأطراف إلى الإبداع والواقعية، مؤكدا أن المسؤول الأمريكي، ومن داخل الجزائر كان صارما في كلامه حين أكد على أن التصعيد على الأرض وتكتيف الصراع العسكري، أمر مثير للقلق وسيبعدنا عن الحل السياسي، مشيرا إلى أن موقف واشنطن من ملف الصحراء المغربية، واضح ومعروف لدى الحكومة الجزائرية وغيرها”.

وأوضح المحلل، أن المسؤول الأمريكي، قال إن الخيارات غير الواقعية لم تنجح خلال السنوات الماضية، ولن تسفر عن نتائج في المستقبل، وهاته رسائل واضحة لحكام الجزائر ودميتهم المتحركة البوليساريو، لذلك نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعو للتحلي بالواقعية لحل هذا الملف الإقليمي.