أراء | الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 18:16

ذكرى زيارة الملك محمد الخامس لطنجة.. الدكتور بنطلحة: الزيارة شكلت بداية صفحة جديدة من النضال الوطني

  • Whatsapp

تحل اليوم الثلاثاء 9 أبريل الجاري، الذكرى 77 للزيارة التاريخية الميمونة للمغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، بصحبة الأمراء، إلى طنجة أيام 9 و10 و11 أبريل من سنة 1947، للمطالبة جهرا بالاستقلال الوطني.

وفي هذا الإطار، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، في تصريح صحفي إن الزيارة التي قام بها المغفور له الملك محمد الخامس، لمدينة طنجة يوم 9 أبريل 1947، شكلت حدثا وطنيا ودوليا لديه العديد من الدلالات.

وأوضح بنطلحة الدكالي في تصريحه، أن هذه الزيارة شكلت تحديا كبيرا للسلطات الاستعمارية، لأن الملك المغفور له محمد الخامس، أصر على تنفيذها تأكيدا على وحدة التراب الوطني، وتجديد العهد الصادق مع ساكنة مدينة البوغاز لمواصلة الكفاح الوطني، الذي ارتداه المغاربة طريقا للتحرر من قبضة المستعمر الأجنبي.

وأضاف المحلل السياسي، أن السلطات الاستعمارية حاولت بكل جهد، إفشال هذه الرحلة الملكية، لكن الملك الراحل كان رده صارما حيث أكد أن “لا مجال مطلقا للرجوع عن مبدأ هذه الرحلة”.

وتابع محمد بنطلحة الدكالي، أن السلطات الاستعمارية قامت بعدة محاولات لإفشال هذه الزيارة حيث ارتكبت مجزرة شنيعة بمدينة الدار البيضاء يوم 7 أبريل 1947، ذهب ضحيتها مئات المواطنين الأبرياء، وقد فطن المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، لهذه المؤامرة الاستعمارية الدنيئة، وحرص بعد ذلك على زيارة عائلات الضحايا، معلنا عن تضامنه المطلق معهم إثر هذه الجريمة النكراء.

وأشار المحلل، إلى أنه بعد هذه الخطوة الملكية، توجه المغفور له محمد الخامس، يوم 9 أبريل 1947، من مدينة الرباط نحو طنجة، حيث خصص له استقبال حماسي تعبيرا عن الرابط المقدس بين العرش والشعب.

وأردف ذات المتحدث، أن الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك الراحل كان بحضور العديد من ممثلي الدول الأجنبية والمنظمات، وقال جلالته في هذا الصدد “إذا كان ضياع الحق في سكوت أهله عليه، فما ضاع حق من ورائه طالب، وإن حق الأمة المغربية لا يضيع ولن يضيع”.

وأكد المحلل، أن هذه الزيارة كان لها جانب روحي تمثل في إلقاء أمير المؤمنين المغفور له محمد الخامس، يوم الجمعة 10 أبريل، خطبة الجمعة، وأمّ المؤمنين بالصلاة في المسجد الأعظم بطنجة.

واعتبر محمد بنطلحة، أن هذه الزيارة أصابت المستعمر بحالة من الخيية والانكسار، حيث أقدمت سلطات الحماية على العزل الفوري للمقيم العام الفرنسي، “إيريك لابون”، ليحل محله الجنرال “جوان”.

واختتم، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، تصريحه قائلا: “من خلال هذه الزيارة التاريخية، شهد العالم أجمع مدى ارتباط المغاربة بوطنهم وبملكهم، في إطار التحام وطني قل نظيره، كما كانت هذه الزيارة حافزا للمغاربة للنضال في وجه الاستعمار الغاشم بقيادة بطل التحرير، الملك المغفور له محمد الخامس، حيث شكلت الزيارة بداية صفحة جديدة من النضال الوطني في تاريخ المملكة المغربية الشريفة”.